عمل جميل جليل يستحق الإشادة والتقدير، ويستحق التشجيع القوي مادياً ومعنوياً من الدولة ورجال الأعمال ووسائل الإعلام لما فيه من المصالح الكثيرة للمجتمع، ألا وهو (الزواج الجماعي) الذي تسعد القلب، وتثلج الصدر أخباره المتواترة، ويشعر الإنسان بالراحة النفسية وهو يرى هذا الأسلوب الرائع من أساليب بناء الأسرة المسلمة، ومحاربة العنوسة والعزوف عن الزواج، وتحقيق ما يصبو إليه الشباب المسلم ذكوراً وإناثاً من بناء علاقة في ظل شرع الله الحكيم، وتحت أفياء الحلال، في زمن كثرت فيه الفتن والمغريات حتى أصبح يرقق بعضها بعضاً كما جاء في الحديث. الشريف.
قبل أيام حضر سمو الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز احتفالاً كبيراً في جدة في ليلة زواج جماعي مشرقة، جمع أهل الخير فيها بين ستمائة شاب وشابة، ومحققين بذلك هدفاً سامياً في بناء ستمائة بيتٍ مسلم يستظل فيها الشباب بالمودة والرحمة، وقد كانت ليلة مباركة أخبرني من حضرها بما جرى فيها من الإكرام والرعاية والتقدير وتبادل مشاعر المحبة والوئام.
الزواج طريق الشباب إلى العفة والطهر، والحياة الزوجية المستقرة، والسلامة من مظاهر الإغراء التي تخاطب شهوات الناس وتثير غرائزهم بصورة خطيرة في زماننا هذا.
والزواج الجماعي عمل خيري كبير، لأنه يتيح لآلاف الشباب الزواج بتكاليف قليلة يتبرع بها أهل الخير، ما كان لأولئك الشباب أن يتحملوها لو تزوجوا فرادى، ولاسيما وأن ثقافة معظم الناس الاجتماعية ما تزال مأخوذة ببريق حفلات الزواج الباذخة، وتكاليفها المادية العالية التي أثقلت وتتقل كواهل المتزوجين وآبائهم بديون يستغرق سدادها سنوات طويلة.
في الزواج الجماعي تنفض تكلفة زواج الشاب حتى لا تتجاوز عشرة آلاف ريال، ومعنى ذلك أن توفيراً كبيراً في هذه التكلفة قد تم فأراح الشاب من همّ الدين ومصروفات الزواج الكبرى، إن حفلة الزواج تكلف الشاب منفرداً - كما نعلم - ما لا يقل عن خمسين. ألف ريال، لصنع وليمة كبيرة في صالة زواج غالية السعر، ولتقديم طعام يلقى معظمه - كما نرى - في حاويات القمائم بصورة مؤسفة نعوذ بالله من عواقبها.
زواج جماعي مبارك في جدة، وآخر في الطائف، وثالث في الباحة، ورابع في جازان، وخامس في المنطقة الشرقية، وسادس في المدينة.. يا لها من خطوة جميلة يستحق من يقوم بها شكرنا وتقديرنا ودعاءنا.
لقد حضرت قبل عام تقريباً زواجاً لأكثر من ألف شاب في حضرموت في مدينة (المكلّلا) وفي مدينة (سيئون) فرأيت من سعادة الشباب ما أشعرني بعظم الأجر الذي ينتظر من يدعون هذا العمل الجليل، وإنني لأحيي كل من يُسهم في هذه المشروعات بتحية صادقة لو استطعت أن أحولها إلى طاقات من الورد والأزاهير والرياحين لفعلت، ولو ضعت في يد كل واحد منهم طاقة فواحة بالشذا الجميل.
مزيداً من العطاء في هذا المجال يا أهل الخير، جزاكم الله كل خير.
إشارة
أزفُّها روضةً للحب يانعةً
يفوح منها شذا حبي وإكباري