الرياض- واس
أكد وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف أن المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستستمر في دورها الرائد في اتخاذ كل ما من شأنه مكافحة جرائم غسيل الأموال والتعاون مع المجتمع الدولي في هذا المجال. وقال في كلمته أمام ندوة (غسل الأموال).. الواقع والتحديات أمس: إن هناك تزايداً واهتماماً بجرائم غسل الأموال في السنوات الأخيرة مع توسع حجم نشاط هذا النوع من العمليات الذي وصل إلى مئات المليارات من الدولارات، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن مجمل مبالغ الأموال التي يتم غسلها على الصعيد العالمي يتراوح بين 2 و5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي؛ كما أنها أصبحت تستخدم أساليب معقدة جداً لاختراق الأجهزة المصرفية. وقال: لقد أدركت المملكة في وقت مبكر خطورة الجرائم الاقتصادية بشكل عام وعمليات غسل الأموال بشكل خاص، وكانت من أوائل الدول التي أولت مكافحة عمليات غسل الأموال اهتماماً خاصاً، وذلك من خلال الالتزام بالعديد من القواعد والاتفاقيات الدولية ووضعها موضع التنفيذ.
وقال: (إن هناك لجنة دائمة لمكافحة غسل الأموال مقرها مؤسسة النقد العربي السعودي ويشارك فيها ممثلون من الوزارات والهيئات الحكومية ذات العلاقة تتعامل مع كافة الموضوعات المرتبطة بعمليات غسل الأموال). ولفت معاليه إلى أنه إضافة إلى ما تقدم قامت المملكة بسن وتنفيذ القواعد والضوابط التي تنظم عمل الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالشكل الذي يضمن عدم استغلالها في عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب أو أي أنشطة غير مشروعة، وأشار الوزير إلى أن البنوك قامت بتشكيل لجان إشرافية ذاتية مكونة من مختصين في إدارات المراقبة والمراجعة ووحدات غسل الأموال والإدارات القانونية والتنفيذية، وتقوم هذه اللجان بتنسيق جهود مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، كما أن هناك إجراءات على مستوى المديرين التنفيذيين للرد بسرعة وفعالية على كافة الاستفسارات والطلبات المحلية والدولية. وكان مدير عام معهد الإدارة العامة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الشقاوي قد ألقى كلمة في افتتاح الندوة قال فيها: (إن اختيار المعهد لموضوع غسل الأموال جاء بهدف إلقاء الضوء على هذه الظاهرة من حيث المفهوم، والمصادر، والأساليب، والآثار، والجهود المبذولة من أجل الإسهام بمكافحتها محلياً وإقليمياً ودولياً).
وأضاف أن الندوة تكتسب أهمية خاصة، كونها تتصدى لمناقشة قضية دولية خطيرة أصبحت تمثل قلقاً متزايداً بين مختلف دول العالم، في ظل الاتجاه المتزايد نحو العولمة وسقوط الحواجز التجارية، وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على ظاهرة غسل الأموال من خلال محاور رئيسة هي: التعرف على مفهوم غسل الأموال، ومصادره، وأساليبه، وآثاره، وكذلك التعرف على الطرق والأساليب التقليدية والحديثة في غسل الأموال، وإلقاء الضوء على جهود المملكة التشريعية والقضائية والأمنية والرقابية المحلية والإقليمية والدولية في مكافحة ظاهرة غسل الأموال، بالإضافة إلى التعرف على تجارب دولية ناجحة في مكافحة غسل الأموال.