Al Jazirah NewsPaper Monday  16/06/2008 G Issue 13045
الأثنين 12 جمادىالآخرة 1429   العدد  13045
أضواء
أطفال العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

حتماً لا زلتم تتذكرون (فتيان الجنة) وهم نفر من أطفال العراق غسل أدمغتهم دهاقنة الإرهاب من أصحاب (الفتاوى الجاهزة)، ولأن هؤلاء الأطفال (طريّو) العود والفكر فقد تقبلت عقولهم أنهم بعملهم الانتحاري سيدخلون الجنة، وما علموا بأن الجنة محرمة على أي شخص يقتل نفسه عامداً متعمداً.

هذا جزء من حالة أطفال العراق الذين يتحملون الجزء الأكبر من المعاناة التي يعيشها أهل العراق نتيجة الغزو الأمريكي البريطاني ثم الاحتلال المستمر منذ أكثر من أربع سنوات.

ولأن الأمم المتحدة (الشاهد الذي رافق الاحتلال) وأن هذه المنظمة الدولية تعد مشاركة في المسؤولية لأنها (شرعنت) الاحتلال فإن العراقيين عادة ما يطالبون هذه المنظمة وفروعها التي تقول إنها تعمل في الحقول الإنسانية من أجل معالجة أوضاع أطفال العراق وجعلهم في أولوية اهتماماتها.

جمال العتابي المدير العام لدائرة ثقافة الأطفال في العراق تحدث عن مأساة أطفال بلاده، هذه المرة جاءت أقوال الأستاذ جمال العتابي عبر وكالة الأنباء الألمانية، وقبل ذلك استضافته المذيعة سهير القيسي عبر محطة العربية الفضائية والرجل جنَّد نفسه لخدمة أطفال بلاده في العراق، ويقول: (نأمل من المنظمات الإنسانية جميعاً المعنية بأوضاع الطفولة في العالم أن تعمل من أجل مساعدة أطفال العراق للخروج مما يعانون منه والمشاركة في فعاليات من شأنها أن تنقل واقع الطفولة إلى واقع جديد يعوضهم عما فاتهم طوال السنوات الماضية).

ويقول: (أعتقد أن الارتقاء بواقع الطفولة في العراق هو مسؤولية وطنية وعلى الجميع المشاركة فيها بدءاً من الحكومة مروراً بمنظمات المجتمع المدني المهتمة بشؤون الطفولة وصولاً إلى الدعم الدولي من خلال المنظمات الإنسانية. وكانت قد انبثقت في العراق بعد الغزو الأمريكي عشرات المنظمات الإنسانية التي تعنى بالطفولة إضافة إلى المنظمات الرسمية وأبرزها هيئة رعاية الطفولة في العراق التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولجنة المرأة والطفولة في مجلس النواب والتي تعمل جميعاً من أجل إنقاذ واقع الطفولة في البلاد).

ويتعرض الأطفال في العراق إلى انتهاكات خطيرة أبرزها استعانة الجماعات المسلحة بالأطفال والفتيان لتنفيذ عمليات مسلحة حيث تمكنت السلطات العراقية الشهر الماضي من اعتقال 6 فتيان تصل أعمارهم إلى 15 عاما تم تدريبهم في مدينة الموصل (450 كم شمال بغداد) لتنفيذ عمليات انتحارية لاستهداف القوات العراقية ومجالس الصحوات والقوات الأمريكية.

وتقدر منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة عدد الأطفال الأيتام في العراق بنحو أربعة ملايين طفل وأنهم في تزايد مستمر جراء الأعمال المسلحة والوضع الأمني غير المستقر.

وأدت الأوضاع الأمنية وتردي الأوضاع المادية إلى هجر آلاف الأطفال لمقاعد الدراسة في المراحل الأولية والعمل في مهن لا تتلاءم ومستويات أعمارهم مثل مهن الحدادة وإصلاح السيارات وتجارة الخردة ونقل النفايات.

وبدلاً من التوجه للمدارس تتلقف الشوارع هؤلاء الأطفال حيث يلتقطهم الإرهابيون لتجنيدهم كانتحاريين والبعض الآخر يتجه للورش أو يقوم بالأعمال القاسية والخطرة لتأمين لقمة العيش لوالدته وإخوته الصغار بعد وفاة معيلهم.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد