مع دخول الصيف الذي حطّ رحاله (مجدداً) حاملاً معه رياحه العاتية وحرارته اللاهبة.. التي (تشوي) الوجوه؛ ليظل الإنسان فيه (ضعيفاً) في مواجهته؛ إذ تجده يبحث دائماً عن نسمات هواء باردة تخفف من حدته وظلاً ظليلاً يتفيأ به ويتقي فيه شدة حرارته..
في غضون ذلك تجد الكل في ضيق ومعاناة لا تطاق.. خذ مثلاً في أوقات صلاة الجمعة التي تشهد فيها الكثير من المساجد في الرياض وغيرها من المناطق زحاماً شديدا،ً وتضيق بالمصلين ذرعاً وبما رحبت.. الأمر الذي يضطر معه العديد من المصلين إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة خارج أروقة المسجد وبشكل لافت؛ حيث ينتشرون على الأرصفة وفي كل بقعة من المناطق الفضاء التي تحيط بالجامع، لدرجة أن بعضهم لا يجد له مكاناً إلا على أرصفة (الإسفلت)، وهُنا لك أن تتخيل هذه (المعاناة) الصعبة التي لا تحتمل.. أرضاً حارة وتحت أشعة الشمس الحارقة.. ولكن هذا هو قدر أولئك المصلين الذين ساقهم ليكونوا خارج أسوار المسجد بعد أن (غص) بالمصلين.. ولا يتسع للجميع.. وفي هذه الأثناء تزداد معاناتهم أشد وطأة وأكثر (إيلاماً) عندما يُلقي الخطيب خطبة (عصماء) وطويلة، وبعد أن يفرغ منها يؤم المصلين ويذهب لقراءة سور وآيات طويلة من القرآن.. في وقت يكون الوضع لا يحتمل التأخير مطلقاً..!!
لذلك وأمام هذا الموقف كان لزاماً على الخطيب أن يُراعي ذلك، وخصوصاً في مثل هذه الظروف والأجواء الصعبة الملتهبة بأن يختصر من الخطبة، وكذا قراءة قصار السور بدلاً من الإطالة؛ وذلك رحمة (بالقوم) من المصلين في الخارج. وهنا ثمة سؤال يطرح نفسه: ماذا لو طُلب من هذا الخطيب والإمام أن عليه أن يلقي خطبته ويؤم المصلين خارج أسوار المسجد وتحت لهيب أشعة الشمس الحارقة.. أعتقد أنه سيعمد إلى الاختصار؛ لذلك أقول يا خطباء الجمعة اختصروا في خطبكم قدر الإمكان؛ تخفيفاً ورحمة بالمصلين؛ (فخير الكلام ما قَلّ ودَلّ..).