من المعروف أن العالم بأسره يعيش أزمة غذاء، وخصوصاً في الدول النامية. فهناك مثلا أكثر من ملياري شخص يعانون مما يسمى الجوع الخفي أو نقص الغذاء الدقيق، كما أن 90 بالمائة من الجوعى حول العالم يعانون من الجوع المزمن الذي لا يفارقهم أبداً. كذلك هناك 178 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من وقف النمو بسبب نقص الغذاء. في الوقت ذاته ارتفعت أسعار السلع الغذائية بنسبة 180 في المائة خلال السنوات الست الماضية ولاسيما القمح والأرز والذرة، الأمر الذي يعظم من حدة الأزمة.
وأسباب هذه الأزمة عديدة وفقا لما ذكره الخبراء، منها تقلص مساحات الأراضي الزراعية المناسبة، وارتفاع درجات الحرارة بسبب ما يسمى بالاحتباس الحراري الذي تسبب في إصابة الأراضي الخصبة بالجفاف، ودمار محاصيلها الزراعية. فضلا عن الازدياد المطرد في عدد السكان في العالم.
هذه الأزمة التي قد تترك آثاراً اجتماعية واقتصادية وسياسية خطيرة تتطلب من جميع الدول والمنظمات حلولا عاجلة وأخرى استراتيجية لتأمين الغذاء للشعوب وبأسعار مقبولة.
وفي هذا الإطار فإن عزم المملكة زراعة محاصيل استراتيجية في الخارج لتأمين الغذاء للمواطنين خطوة في غاية الأهمية ولها إيجابيات عديدة،
فهي من جهة خطوة ستؤمن بإذن الله المواد الغذائية بشكل مستمر وبأسعار معقولة.
ومن جهة أخرى ستعمل هذه الخطوة على تعزيز التعاون التجاري بين المملكة وعدد من الدول العربية، الأمر الذي سيحقق فوائد لجميع الأطراف.
فالمملكة تملك المال والخبرة الاستثمارية، والدول العربية الأخرى كالسودان واليمن ومصر وباكستان وتركيا وغيرها من الدول التي ستزرع فيها المملكة المحاصيل الاستراتيجية، تملك المساحات الزراعية الكبيرة، والمناخ الملائم، والأيدي العاملة. وبالتالي ستتحقق فكرة التكامل الاقتصادي بين البلدان العربية، من خلال الاستثمار الأمثل لكافة المقومات المختلفة في الدول الشقيقة.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244