من الأمور البدهية أن أحدا لا يمكن أن يحصي جميع ما يعترض حياة البشر من المشكلات المنغصة للحياة
بمثل ما أن حلولا بعينها لا يتخيل أن يقوى على إيجادها إنسان من كان وأينما كان..
ولو أن أمراً قادراً على هذا لكان تنظيم المعاملات ونظامها في شريعة الله تعالى خير نبع يستقي منه الإنسان ويقتدي مجراه.. ولوجد هذا الإنسان في منهج الحياة القائمة على الأخلاق الفاضلة والإيمان الصادق والتقوى الضابطة خير ما يلجأ إليه ليعود بمسيرته نحو مرفأ الأمان..
لكن تبقى للبشرية نوازعها ولطبيعتها أدوارها.. ولنقصها مثالبه وآثاره..
حتى إذا ما عمل الإنسان في المجتمع المدني على وضع البرامج للتوجيه الأسري..
أو أقامت المحاكم قيودها وأنزلت حدودها... دارت بالإنسان دواليب الحياة فإذا الذي فَعل تبخر...
وإذا الذي قُيد حُلَّ وإذا الذي أقيمَ بَطُلَ..وعاد يطالب بالحلول لما يشتكي من المشكلات.
تلك سنن طبيعة الحياة ببشرها وبمن يشكلون مسارها ويلونون طعمها..
لا حلول جذرية إلا من أتاه الله صدق النية وقوة العزيمة ورشدا ملهما بإيمان أوله التقوى وآخره الخشية..
بالأمس وما قبل قدَّمنا بعضاً يسيراً من شكواهن..
وعقَّب كثير من القراء بما سوف نقدِّمه هنا..
لكن تبقى هناك هموم أخرى على ألسنتهن :
تقول م.م.م. : (لم تعد المشكلة تخصني، انتقلت لتصبح صراعاً علنياً بين أبي وإخوتي وبين عائلته, أما هو فقد ذهب وتزوج وترك أبنائي لدى أهله.. أمه امرأة طاعنة في السن وأخته وزوجها هما من يربي أبنائي.. وكلما حاولوا الاتصال بي منعوهم إما بالضرب أو التهديد... حتى هذه الرسالة أكتبها بواسطة صديقة هي التي تفعل، أما أنا فقد تحولت إلى ضحية منقسمة بينهم جزء عند أهلي وجزء عند أولادي وجزء عندهم أتمزق قهراً وعذاباً وحرماناً)..
أما هي التي رمزت لنفسها ب (زهرة جافة) تقول: (عمري 21 عاماً منذ 7 سنوات طلق أبي أمي على مسمع مني في عمق الليل، وكنت في صباح ذلك اليوم في مواجهة اختبار نهائي.. رسبت ولم يصدقني أحد ولم يُعَد لي الاختبار، وكان ذلك اليوم بداية تعثري المستمر في كل شيء.. أرى أمي مرة واحدة في السنة أي لم ترني إلا ست مرات منذ طلاقها، وكان شرط أن تراني هو ألا تتزوج وحرمت نفسها كل شيء من أجلي من أجل أن تراني مرة في العام.. أبي كان لا يأتي البيت إلا ساعة نومه ويخرج عندما يأكل أو يلبس.. أعتقد أن من حقها أن ترفض حياة الفندق الذي تمارس فيه استقباله وتوديعه وعندما رفضت طلقها.. الآن أعمل في عمل بسيط وأساعدها عن طريق واحدة من عماتي التي تحبني وتشفق على أمي.. أعرف أن لا أحد يستطيع مساعدتي ولا أريد لأن الحياة سوف تكون لي مدرسة؛ أول من سأعلم أبي كيف يكون رجلا صالحا لأنه بدأ يخجل من صمتي، ويحاول أن يعرف ما أنويه، وأنا أنوي له الخير وأصلي من أجله)..
هاتوا ما عندكم من مزيد...
(يتبع)