الجزيرة - نواف الفقير
ينتظر العالم نتائج اجتماع جدة الذي دعت إليه المملكة في الثاني والعشرين من يونيو الجاري والذي يضم الدول المنتجة والمستهلكة وشركات النفط وذلك لبحث الارتفاع القياسي لأسعاره.. والاجتماع كفيل بوضع النقاط على الحروف خصوصا وأنه سيرتكز على النظر في ارتفاع الأسعار ومسبباته وكيفية التعامل الموضوعي معه.. الشركات العاملة في إنتاج وتصدير وبيع البترول.
واختلف خبراء العالم في قراءاتهم وآرائهم في الارتفاعات القياسية للأسعار ولكن اتفقوا على حقيقة واحدة وهي دخول العالم في طفرة نفطية جديدة أكبر من سابقتيها اللتين وقعتا في 1973 و1979 فأسعار النفط كانت شبه مستقرة بين 2003 و 2007 وارتفاعها تدريجي وبسيط فارتفع سعر البرميل من 40 إلى 70 دولار تقريباً, ولكن ومنذ مطلع 2008 ارتفع سعر برميل النفط متجاوزا 100 دولار إلى 140 دولارا في ستة اشهر فقط.
ويوضح ل(الجزيرة) الاقتصادي فضل البوعينين أن العجيب في الأمر أن يتبادل منتجو النفط ومستهلكوه التهم حيال ما يحدث لأسعار النفط، ويضيف: هناك هوة معلوماتية كبيرة تفصل بين المنتجين والمستهلكين.
الولايات المتحدة أكدت أن الاجتماع سوف يخرج بالفائدة إذا ماتمت معالجة مسألة الحاجة إلى فتح الأسواق أمام الاستثمار للوصول إلى زيادة الكفاءة وارتفاع الإنتاج... وبدوره علق فضل البوعينين قائلاً: (إن فتح أسواق النفط أمام الاستثمار الأجنبي تحت ذريعة رفع الإنتاج وزيادة الكفاءة هو أحد الأسباب التي لا يمكن تجاهلها في ارتفاع الأسعار.. فالمملكة مثلا لديها من الكفاءة الإنتاجية الكثير وهي تنفق جزءا لا يستهان به من دخلها النفطي على تطوير عمليات الإنتاج وزيادة كفاءتها ورفع معدلاتها بما يضمن لها توفير طاقة احتياطية لمواجهة الظروف والأزمات).
وفي تعليقات الأوروبيون أن اقتصادهم يمر بصدمة قوية جراء الأسعار المرتفعة، مؤكدين أن نقص العرض سبب رئيس في زيادة أسعار النفط الخام, في المقابل رأى الآسيويون أن على الجميع الوصول لجذور المشكلة وبحث الحلول مؤكدين أن المسألة تتعلق بالمنتجين والمستهلكين فقط لأنهما في قارب واحد وشددوا على أن أوبك لا يمكنها القيام بالكثير في مواجهة ارتفاع أسعار النفط.
فضل البوعينين يشير حول هذه التعليقات بأن الدول الغربية وبعض البنوك الاستثمارية يعتقدون أن سبب ارتفاع أسعار النفط في الدرجة الأولى متعلق بالمعروض الذي يعتقدون أنه أقل من الطلب العالمي وفي نفس الوقت يستبعدون عامل المضاربة والعوامل الأخرى ومن ضمنها التوترات العسكرية والسياسية في منطقة الخليج.
ويضيف البوعينين: المملكة ونظرا لدورها القيادي في أوبك وباعتبار أنها الدولة التي يمكن أن تكون صمام الأمان لأسواق النفط العالمية بدأت في التحرك المثمر لتوضيح وجهات النظر ولبحث السبل الكفيلة بوقف ارتفاع الأسعار وطمأنة الأسواق العالمية على الرغم من يقينها بأن ما يحدث للأسعار ما هو الإنتاج المضاربة المحمومة على النفط. وما دعوتها لعقد المؤتمر إلا دليل على قوة تأثير المملكة الذي سيسهم كما يعتقد البوعينين في تغيير قناعات الدول المستهلكة في كل ما يتعلق بارتفاع الأسعار. وينوه الاقتصادي البوعينين أن المؤتمر فرصة كبير للدول المنتجة لتوصيل صوتها لشعوب العالم وتوضيح وجهة نظرها الصادقة والمسؤولة في نفس الوقت وكشف الأكاذيب الإعلامية والوسائل الدعائية التي تلصق التهم جزافا بدول أوبك على وجه الخصوص, ويضيف أعتقد أن الحكومات الغربية أكثر علما بأسواق النفط وتقلباته من الدول المنتجة ومحاولة إقناعهم بوجهة نظر المنتجين ما هو إلا مضيعة للوقت لذا سيكون المجال مفتوحاً لإرسال رسائل صادقة بشفافية وعقلانية إلى الرأي العام العالمي الذي يمكن أن يكون أكثر أهمية من الرسميين.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الذي دعت إليه المملكة سيقام في مدينة جدة في 22 من يونيو الحالي ويضم الدول المنتجة في أوبك والدول المنتجة خارج أوبك وعلى رأسها روسيا الاتحادية والنرويج والمكسيك والبرازيل وجميع المستهلكين الرئيسيين والمنظمات الدولية وشركات النفط العالمية الرئيسة وخبراء النفط والمال والاقتصاد إضافة إلى بعض البنوك الاستثمارية.