باريس - وكالات
أبدى كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي رغبة في تحقيق مصالحة بين البلدين امس السبت في الوقت الذي يعبران فيه توترات الماضي بسبب حرب العراق نحو تعاون دبلوماسي في قضايا مثل إيران. والعلاقة الشخصية الدافئة بين بوش وساركوزي الذي يشتهر باسم (ساركو الأمريكي) تتعارض بوضوح مع العلاقة الفاترة بين الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وهو معارض قوي للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. ولكن شعبية بوش في فرنسا ما زالت متراجعة بشدة إذ لم يعر كثير من الفرنسيين بالا لزيارته فيما يتطلعون لمن سيخلفه بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني. وبعد سلوفينيا والمانيا وايطاليا، وصل بوش إلى باريس الجمعة في المحطة ما قبل الأخيرة من آخر جولة رسمية يقوم بها في أوروبا قبل أشهر قليلة من انتهاء ولايته الثانية في البيت الابيض، وسيختتمها في بريطانيا. وفي كلمة ألقاها في المقر الباريسي لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، عبر بوش عن ارتياحه لوضع العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا التي وصفها بأنها (الصديقة الأولى لأمريكا)، داعياً الدول الأوروبية إلى القيام بالمزيد من أجل العراق وأفغانستان. وأتاح انتخاب نيكولا ساركوزي قبل عام إحلال أجواء من الثقة بين باريس وواشنطن بعد توتر استمر سنوات بسبب معارضة الرئيس السابق جاك شيراك للحرب الأمريكية على العراق عام 2003. وكان الرئيسان التقيا مساء الجمعة خلال مأدبة عشاء اقيمت في قصر الاليزيه وحضرتها زوجتاهما كارلا بروني ساركوزي ولورا بوش ومئة مدعو. إلى ذلك أعرب جورج بوش خلال مؤتمر صحافي السبت في باريس عن (خيبة أمله) لرفض القادة الإيرانيين العرض الذي تقدمت به الدول الكبرى والقاضي بتعليق طهران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم. وقال بوش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي: (لقد خاب أملي لرفض القادة هذا العرض السخي. إنه مؤشر إلى الشعب الايراني بان قيادته تريد عزله أكثر).
وفي موضوع العراق قال جورج بوش إنه يتوقع التوصل لاتفاق أمني مع العراق بالرغم من تأكيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن المحادثات وصلت إلى طريق مغلق. واضاف (إذا كنت ممن يراهنون فسأقول أننا سنتوصل لاتفاق مع العراقيين). وكرر أن مثل هذا الاتفاق لن يلزم رؤساء الولايات المتحدة في المستقبل بمعدلات معينة للقوات أو بإقامة قواعد دائمة. وكان المالكي قال الجمعة إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق أمني طويل الأجل وصلت إلى طريق مغلق بسبب مطالب أمريكية تنتهك سيادة العراق.
من جهته أعلن نيكولا ساركوزي أنه (يجب مواصلة عملية المصادقة) على المعاهدة الأوروبية (بشكل لا تؤدي فيه واقعة أيرلندا إلى أزمة). وقال ساركوزي خلال المؤتمر الصحافي إن رفض أيرلندا للمعاهدة الأوروبية يشكل (صعوبة إضافية). وأضاف: (إنه واقع سياسي، لقد أعطى الشعب الأيرلندي رأيه ويجب أن نقبل ذلك). وكان الإيرلنديون رفضوا بنسبة 53.4% في استفتاء جرى الخميس المعاهدة الأوروبية مقابل تأييد 46.6%.