Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/06/2008 G Issue 13044
الأحد 11 جمادىالآخرة 1429   العدد  13044
جمعية اللهجات والتراث الشعبي تكرِّم عميد الرحالين
الهويمل: العبودي يكتب على فطرته وكتاباته تقترب من منهج الموسوعات

الثقافية - علي بن سعد القحطاني

كرّمت جمعية اللهجات والتراث الشعبي بجامعة الملك سعود معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي صباح يوم الثلاثاء الماضي 6-6-1429هـ المواقف 10-6-2008م، وذلك في قراءة متميزة للأكاديميين والمثقفين في إنتاج عميد الرحالين.وجاءت تلك القراءة في محورين رئيسين تناولت سيرة العبودي ونتاجه العلمي، واستهلت الندوة بكلمة للدكتور فالح بن شبيب العجمي رئيس مجلس إدارة الجمعية الذي رحب بشخصية المحتفى به، بعد ذلك تحدث معالي الشيخ العبودي عن تجربته في مجال التدوين الشفهي للألفاظ الدارجة منها ما تم نشره مثل كتاب (كلمات قضت) وكتاب (مأثورات شعبية)، ورأى العبودي أن هناك وصلاً ما بين اللغة المحكية (المفردة العامية) واللغة الأم (اللغة الفصحى) ورصد في ذلك المئات من المفردات العامية وأصّلها بالرجوع للمعاجم والقواميس في مجلد ضخم عن (الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) الذي جاء في ثلاثة عشر جزءاً، ومن النكت المفيدة التي وقف عليها مفردة (حدق) التي تنطق عند أهل نجد والكويت، وقد بحث العبودي عن دلالة تلك المفردة في القواميس اللغوية ولم يجدها إلا في كتاب (الاشتقاق) لابن دريد وفسّر (الحدق) بصيد السمك، وقال العبودي: إن اللغة العربية لغة مكتملة تكفل الله بحفظها في تنزيل كتابه المبين بتلك اللغة، ومن السهل جداً على أبنائها معرفة القصائد الجاهلية على عكس ما نراه في الأمم الأخرى، فالإنجليز مثلاً في هذا العصر لا يعرفون لغة شكسبير (القرن الخامس عشر الميلادي) إلا بالرجوع إلى تلك القواميس والمعاجم.

وتحدث الشيخ العبودي عن رحلاته وكان على اتصال بالإخوة المسلمين في جميع أصقاع العالم من أجل إيصال مساعدات المملكة إلى المسلمين، وكان يحرص على هامش تلك الزيارات أن يسجّل كل رحلاته التي بلغت (171) كتاباً، كما تحدث العبودي عن سيرته الأولى في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وأشار إلى أنه أول موظف يُعيّن فيها في بداية الثمانينات من القرن الهجري الماضي، عندما كان يرأسها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وكان الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ينيبه، وقد أسست الجامعة الإسلامية لخدمة أبناء العالم الإسلامي ولا تقبل من الطلبة السعوديين إلا 20%، وأشاد الدكتور عبد الله الوشمي نائب رئيس النادي الأدبي بالرياض بهذا التكريم، ورأى أن جمعية اللهجات والتراث الشعبي نقلت هذا التكريم من الاحتفال المجرّد إلى البحث العلمي، وألمح في مداخلته أيضاً إلى طرافة عناوين كتب الرحلات عند العبودي، ولحظ الوشمي أنّ للشخصية المحتفى بها اهتماماً بالأعراق والأنساب واللغة .. ومن ثمّ تسلّم معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي في هذه المناسبة درعاً تكريمياً من الدكتور فالح العجمي.

عقب ذلك ابتدأت الندوة التكريمية بقراءة متميزة في إنتاج الشيخ العبودي في جلستين؛ الجلسة العلمية الأولى كانت عن العبودي وحياته العلمية وأدارها الدكتور عمر السيف، وتحدث في هذا المحور الدكتور حسن الهويمل عن المنهج اللغوي في تجليلات العبودي اللغوية، ورأى أن عمله الوظيفي في الرابطة سبب رئيسي لكتابة تلك الرحلات وكانت الدعوة قضية رئيسية في كتاباته، وتحدث الهويمل عن منهج المحتفى به في التأليف الذي يهتم بتدوين المعلومات في كل أدب وفن لا يلتزم صنفاً معيناً، بل كتاباته تقترب من منهج الموسوعات يكتب على فطرته وسجيته وله عناية باللغة واختيار عناوين جذابة لرحلاته .. كما تحدث الدكتور محمد المشوح في هذا المحور عن الحياة العلمية للشيخ العبودي وذكر مدى اهتمامه وعنايته بالوقت.الجدير بالذكر أن الدكتور المشوح كتب قبل بضع سنين رصداً لسيرة العبودي العلمية ووصمه ب(عميد الرحالين) وقال المشوح: إن العبودي وفيٌّ لشيوخه وألف كتباً عن مناقب الشيخ عبد الله بن حميد والشيخ عبد العزيز بن باز.وختم المشوح ورقته بقوله: إنّ الشيخ العبودي يقدّم الرسالة - في رحلاته - مستحضراً الفوارق والاختلاف بعيداً عن التشدد والانغلاق.

كما تحدث الدكتور عمر العمري في هذا المحور عن أثر البيئة التربوية في نشأة الشيخ العبودي، ورأى أن عمله بالجامعة الإسلامية تعد محطة مهمّة لا يجب إغفالها في دراسة نتاج الشيخ المعرفي، وقد أفادته كثيراً في التواصل مع الآخرين .. وقدّم الدكتور أمين سيدو في ورقته آراء العلماء والأدباء والمفكرين في شخصية المحتفى به.

أما الجلسة العلمية الثانية من هذه الندوة فكانت عن الدراسات اللغوية والتاريخية والجغرافية للشيخ العبودي وأدارها الدكتور عبد الله المعيقل، وتحدث فيها الدكتور صالح بن معيض الغامدي عن أدب الرحلة عند العبودي من خلال قراءته لكتاب (نظرة في وسط أفريقيا). وقال: الرحلة عند العبودي تعتمد على بنية اليوميات، وتركز على ذكر التفاصيل ومدة الرحلة لا تزيد على سبعة أيام. وتساءل الدكتور الغامدي في ورقته عن (لماذا لم يكتب الشيخ العبودي سيرته الذاتية) وهل سيرته مبثوثة في كتب رحلاته ورأى الغامدي أن مكونات الرحلة عند العبودي لا تتجاوز معالم الطبيعة والمساجد، ورأى أيضاً أن هناك تطابقاً ما بين الصورة الفوتغرافية والصور اللغوية ورحلاته تتسم بالوضوح والبساطة ولا يوجد فيها أثرٌ للخيال.

وألمح الدكتور محمد خير البقاعي في ورقته عن (الشيخ العبودي: الذات الراحلة) أن الإيدلوجيا لا يسيطر على النص في رحلاته .. أما ورقة الدكتور ناصر الحجيلان فركّزت على رؤية الثقافة للمرأة من خلال كتاب (الأمثال العامية في نجد) للعبودي وأورد نماذج من تلك الأمثلة .. وتحدث الأستاذ محمد القشعمي عن المقامات البلدانية للعبودي وأسهب في البدء الحديث عن تعريف مصطلح المقامة وأورد نماذج منها من التراث كمقامات الحريري ومقامات الهمداني ثم قرأ القشعمي مقاطع من مقامات العبودي معلقاً عليها.وقرأ الأستاذ حازم السند المعيد بقسم اللغة العربية ورقة الأستاذ فايز الحربي عن (العبودي وجهوده في توثيق الأنساب) وقال: إنه رائد في العمل الدعوي العالمي، ورائد في ميدان الرحلات، ورائد في البحوث الجغرافية والاجتماعية، ورائد في بحوث الأنساب وفوق كل ذلك فهو عالم جليل متواضع، لم يخدعه سلطان الوظيفة، ولم يغيره بريق الريادة في كل ما سبق، وهذا هو ديدن العظماء دائماً، كما قرأ الطالب بالدراسات العليا أحمد الموسوي ورقة الدكتور أسعد عبده عن (قراءة جغرافية في إنتاج الشيخ العبودي).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد