كثيرة هي المواقف التي يمر بها الإنسان في حياته ويعض يد الندم على عدم التفاعل معها لحظات مرورها عليه، إلا أن منها على الرغم من ذلك ما يكون فيه راحة بال، ومنعطف سعادة له، إما لضعف البديهة لديه، أو لرداءة الحس الذي يحرك المنطق الذي يدل على قوة سرعة الفطنة والنباهة لديه. |
والإنسان الذي أعطى حكماً وقلباً ذكياً وفكراً يقظاً يقرأ به معالم الطريق الذي تسير فيه قافلة حياته بكل توازن هو ذلك الذي يميز طبيعة المواقف التي يمر بها ويستطيع التعامل مع كل مؤشر من مؤشراتها حذراً من الوقوع في حرج مع نفسه أو ندم على فوات الظروف والمواقف التي تتطلب بديهة سريعة في كلمات مسكتة تصيب مقتل الجدل الذي لا لزوم في التمادي فيه. |
أما الإنسان الذي يدور فكره حول نفسه دون أن يعمل على إيجاد معطيات وحقائق يقرأ بها المواقف التي من شأنه النظر فيها بكل عقلانية تبتعد به عن الأخطاء والوقوع في الأغلاط، ولا تحسب منه تشفياً بالكلام عند فوات المواقف مع سرعة مرور ظرفه الزمني. فإنه يردد بندم قوله: ليتني قلت كذا أو فعلت كذا. |
وطالما أن المواقف تتطلب أن يقوم المرء بفعل شيء قولي أو حركي تجاه طبيعة كل موقف يمر به، فلابد أن يقول مع الشاعر الدكتور خالد الشايجي: |
فلا الشعر يشفي جروح الهوان |
ولا القول ينفع والثرثرة (1) |
|
(1) هذا البيت من قصيدة للدكتور الشايجي نشرت في العدد 184 الاثنين 10 محرم 1428هـ من المجلة الثقافية التي تصدر عن جريدة الجزيرة كل يوم اثنين. |
|