عندما يحدث خلل في نظام كوابح السيارة فيمكن أن يتم إصلاحه في معزل من نظام نقل الحركة أو نظام الاحتراق. وبالمثل عندما يحدث خلل في نظام التبريد فيمكن إصلاحه في معزل من نظام الوقود أو نظام الاشتعال.

إصلاح التعليم لدينا لا يزال - للأسف - يتم بمنطق إصلاح السيارة. التعليم في النهاية هو مجموعة من النظم الفرعية (مناهج، إعداد معلم، تقويم، طرق تدريس،. إدارة.. إلخ)، ولا يمكن بحال إصلاح أي نظام فرعي من النظام التعليمي دون مراعاة لأثر ذلك التغيير على النظم الفرعية التعليمية الأخرى. فمثلاً لا يمكن أن نطور المناهج دون أن نطور أداء المعلم. باختصار التطوير في التعليم لا يتم بأسلوب الترقيع، فتغيير أي جزئية من النظام التعليمي يجب أن يكون متناغماً ومتوافقاً مع كل الجزئيات الأخرى للنظام التعليمي. إن السبب الرئيس لفشل بعض محاولاتنا التطويرية وموتها السريع يعود إلى عدم تناغمها وعدم توافقها مع النظم الفرعية لنظامنا التعليمي، وهذا يأتي غالباً نتيجة غياب الرؤية الشاملة للتطوير واستعجال نتائج التطوير.. إن مواجهة تلك المشكلة تتطلب وجود قيادات تربوية تمتلك رؤية تطويرية مستقبلية شاملة ومتماسكة وتستطيع ربط التجديد بمنظومة التعليم بعيداً عن التطوير الشكلي الفشخري المتعجّل.

تنويه:

لأسباب فنية، ننوه للقارئ الكريم بأنه قد تكرر نشر مقال (تعليمنا العالي.. خطوة كبيرة) في زاوية الأسبوع الماضي، لذا لزم التنويه والاعتذار.