ما لم نعترف بأن لدينا مشكلة كبيرة جدا فيما يتعلق بآلية التعاقد مع المدربين لقيادة المنتخب السعودي الأول وإعفائهم، فلا يبدو أننا نتجه فعليا نحو استثمار الطاقات العناصرية الموجودة في الملاعب السعودية بالشكل الذي يجعلها تحقق للوطن أعلى بكثير مما كسبته على اعتبار أن المنتخب السعودي وخلال السنوات الأخيرة تعب كثيرا وهو يبحث عن الاستقرار..!!
لن يكون البرازيلي (أنجوس) هو المدرب الأخير الذي سيتم إعفاؤه من تدريب المنتخب؛ فنحن لا نملك معايير محددة لهذا الموضوع أو حتى على الأقل استخدام الجماعية في اتخاذ قرار من هذا النوع ولذلك فقائمة الضحايا ستستمر دون توقف..!!
الإشكالية الحقيقية التي يجب أن نجد لها حلا عاجلا أو (لب) المشكلة تتمحور حول تعامل الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا بلجنة المنتخبات الفني والإداري مع المدرب الذي يتسنم منصب المدير الفني للمنتخب، فالشواهد تؤكد أن ذلك التعامل المبني على منح الصلاحيات كاملة والدلال الزائد عن الحد وتنفيذ كل متطلبات المدرب حتى لو كانت غير منطقية (كإقامة المعسكرات في مناطق بعيدة والسفر هنا وهناك على حساب لجنة المنتخبات والتجول وإحضار أبناء العم والأنساب كأجهزة معاونة) مع المناقشات اللطيفة غير المبنية على أرقام وإحصاءات، كل هذا وأكثر يجعل من المدربين يتناسون مهمتهم الرئيسية ويبدأ حماسهم يقل حتى يصلوا لمرحلة التشبع وانعدام المسؤولية وضمان العقود المستقبلية وهو ما نكشفه ونتعامل معه بمنطق (اللي بعده..!!)
لقد تحول ملف إعفاء المدربين إلى ظاهرة يجب أن نتوقف عندها طويلا، فنحن نملك من الإمكانات ما يغنينا على أن تكون مثل تلك الظاهرة واقعا يطاردنا مع كل اسم جديد يشرف على منتخبنا الوطني.
كما يجب أن ندرك الأثر الكبير الذي تخلفه مثل تلك القرارات المتعاقبة المستمرة على اللاعبين وحتى على الثقافة الفنية الكروية للجماهير والإعلاميين وغيرهم، فاللاعب إذا شعر أنه خارج المساءلة عند الإخفاق وأن الضحية سيكون رأس المدرب لن يؤدي ما ننتظره منه بل ربما يلعب بمزاجية عالية ودون (نفس) كما حصل أمام لبنان (ذهابا وإيابا).
بقي أن أشير إلى أن أي مدرب يتسنم منصب المدير الفني للمنتخب السعودي ولا يتخطى الدور الثاني لأي نهائيات كأس عالم قادمة فهو في نظري لم يقدم لنا أي إضافة فقد لامسنا النجاحات الخليجية والعربية والآسيوية ونطمح للتقدم للأمام بدلا من تكرار فرحة الوصافة في كأس سبق وأن ذقنا حلاوتها أكثر من مرة.
Msultan444@hotmail.com