ترتبط امرأتان فقط في السعودية بأعلى مسؤول في جهتيهما..
إحداهما الدكتورة الجوهرة بنت فهد مديرة جامعة البنات وهي ترتبط بوزير التعليم العالي مباشرة..
وثانيتهما الدكتورة منيرة العلولا نائبة محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني.. وهما خيط أبيض قد يقود لصبح كامل، وفي قراءة واقعية لهذه الحالة العامة التي تظهر أغلب النساء العاملات في السلك الحكومي يتوقفن عند منصب مدير عام ويكون بينهن وبين المسؤول الأعلى في جهاتهن وجاء أو حصن منيع هو الرجل..
كانت الدكتورة موضي النعيم وكيلة وحينما تقاعدت بهدوء ودون أن يعرف أحد ذلك فلا احتفال ولا تكريم.. (!!!) بقي موقعها شاغرا..!
** لم تضع الدولة قانونا يمنع المرأة وظيفيا من الارتباط بأعلى مسؤول.. لكن هذه الهياكل الوظيفية العتيقة بقيت لأن المستفيد منها هو الرجل..
وبالتحديد /الرجل/ المحرم الوظيفي/ الذي يحمل أوراق النساء للمسؤول الأعلى.. وقد يقدم أعمالهن وتقاريرهن الختامية في دوائر أعمالهن باسمه واسم جهته وقد يخاطب بالشكر، وتصمت النساء لأن المحرم الوظيفي قد يمارس عليهن تسلطا عظيما فيما لو خالفن النهج التقليدي الذي تلعب فيه المرأة دور السكرتيرة التنفيذية باسم مديرة عامة..
ولا يحق لها أن تحلم بأن تقدم خططها بنفسها وتعتمدها بنفسها فهذا يعد في عرف البعض من الولاية العامة التي لا بد أن تبتعد عن المرأة ويستعيرون هنا لفظ (خاب قوم ولوا أمرهم امرأة) ولا يستحضرون تفسيراتها ومرجعيتها الدلالية والتأويلية تبعا للحالة التي قيلت فيها!!
** حينما حضرت مندوبة حقوق الإنسان واجتمعت بالنساء المختارات لمقابلتها سألتهن.. هل تعتمدن خططكن الوظيفية طالما أنتن تنفذنها وتقترحنها؟ قالت إحدى المنتقيات: (هذا ما يفرضه علينا ديننا).
** هذا الدين العظيم..
هذا الإسلام المتكامل الصالح لكل زمان ومكان حينما تحاصرنا الأسئلة وبدلا من أن نقول إنها بيروقراطية الرجل وفكره التقليدي الذي تحاول الدولة التخلص منه دون صدامات اجتماعية.. بدلا من أن نجيب إجابات حقيقية فليس لأحد أجنبي فضل في رقابنا ولسنا نخشى غضبة أحد.. لا حقوق إنسان أو غيرها..
بدلا من أن نكون كما نحن نرمي بكل أخطائنا البشرية على دين عظيم هو الإسلام.. ويل لمن يفترون على دينهم يبتغون من وراء ذلك مجدا في دنياهم ومنصبا وخارج دوام يمتد لأعوام..
** المحرم الوظيفي/ صناعة سعودية 100%، يقرب منه من تقول له: (سم) و(أبشر) ويقدمها للمسؤول الأعلى على أنها الفضلى.. حتى لو كانت الأسوأ! ومن تكون ندا وظيفيا معتدا بذاته ومواطَنَتِه المتساوية مع الرجل.. ومهما علت إمكاناتها يسخط عليه ويصد عنها الهواء والشمس!
** قانون الجدارة الذي تمأسست عليه أنظمة الخدمة المدنية لا يعترف بنوع الموظف (ذكرا أو أنثى) ولكن الرجل الذي ما زال يتحصن بفكرة المرأة والولاية العامة.. ما زال يضع النوع الذكوري ميزة عليا يفضل بها الرجل عن المرأة حتى لو كانت تفوقه قدرة ومهارة!!
** لذلك كله.. لا تندهش من أن امرأتين سعوديتين فقط من كل أفواج النساء العاملات في السلك الحكومي.. هما فقط اللتان ترتبطان بأعلى مسؤول في جهتيهما.. أما البقية فهن ما زلن تحت رحمة المحرم الوظيفي.. إن رضي رضيت الدنيا عليهن، وإن غضب أصبحن من سقط المتاع!!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتبة «5105» ثم أرسلها إلى الكود 82244
Fatemh2007@hotmail.com