بعث إليَّ صديقي برسالة مشحونة بالألم عبَّر فيها عن شعوره بالمؤامرة الكبيرة التي تديرها بعض الفضائيات العربية على الأسرة المسلمة، والمرأة المسلمة في مجتمعنا العربي المسلم، وفي بلاد الحرمين الشريفين بصورة خاصة، وقال إنه وصل إلى هذه القناعة بهذا الدور الإعلامي التخريبي بعد متابعة جادة متواصلة لأشهر القنوات العربية الموجودة هذه الأيام، مبدياً أسفه الشديد أن بعض هذه القنوات ينتمي إلى بلادنا الغالية التي شرفها الله بخدمة بيته الحرام، ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام، وبرفع أغلى وأعلى راية تحمل كلمة التوحيد في عالم أصبح إلهه هواه.
جاء في رسالة صديقي أبي محمد ما يلي:
المسلسلات التركية المدبلجة هي بديل عن المسلسلات المكسيكية، أي أنها: حيلة جديدة من حيل (بعض القنوات) بهدف تحرير المرأة المسلمة المزعوم الذي يؤدي إلى سلخها من عفتها، وهذا القصد الفاسد الذي تجاهر به تلك القنوات يكشفه تكرار العرض بصورة لافتة للنظر، وطول الحلقات، وتكرار الفكرة الواحدة، والقصد المعروف من مثل هذه الأعمال هو برمجة عقل المشاهد بالتكرار ليبدو الأمر طبيعياً، ومن أفكار هذه المسلسلات الهدامة ما يلي:
1- معظم النساء حملن سفاحاً قبل الزواج، ويتم عرض ذلك بصورة طبيعية توحي بأن هذا العمل المشين أصبح مقبولاً في عُرف الإنسان المعاصر (المتحضر؟) وينطلق من هذه الصورة هدف آخر ألا وهو تثبيت فكرة أن من حق المرأة أن تتعرف على من تريد وتعاشره معاشرة الأزواج دون زواج، ويمكن بعد ذلك أن يتم إعلان الزواج.
2- تروج هذه المسلسلات لفكرة مدمرة توحي بأن من حق كل من الزوج والزوجة أن يكون له صديق خاص، وأن ذلك من سمات المتحضرين في هذا العصر.
3- تؤكد الممارسات الخاطئة في هذه المسلسلات ما يدعو إليه المفسدون من أنه لا عبرة بالحدود الشرعية في الزواج والطلاق، فبإمكان المرأة الزواج بعد الطلاق حتى ولو كانت حاملاً من الزوج السابق، وبدون نظر إلى العدة الشرعية المعتبرة.
4- تؤكد هذه المسلسلات للمشاهد أن الغيرة على المحارم من الموروثات البائدة التي لا تصلح لهذا العصر، وأن الإنسان المتحضر هو الذي لا يغار على محارمه، يستوي في ذلك الرجل والمرأة.
أيها الأغيار: هذه القنوات بمثل هذه المسلسلات تريد هدم الفطر السليمة لأبناء مجتمعنا وبناته، إنها سلاح جديد للحرب على القيم.
لقد نقل أبو محمد هذه الصورة بهذا الأسلوب، وهو رجل ذو خبرة طويلة في الإعلام، وعلى صلة وثيقة بالعمل الإعلامي، وفي هذا دلالة على خطورة هذه المواد الإعلامية، وعظم مسؤولية ولاة الأمر تجاهها. هنا يشعر قلمي بالغصَّة ويتوقف عن التعليق.
إشارة
الساكت عن الحق شيطان أخرس.