إن استجابة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتطوير وتأهيل منسوبيها من كافة فروعها، تؤكد توجه الهيئة نحو التطوير الشامل لجهازها.. كما أن اعتزام الهيئة تنفيذ عدد من البرامج الكبيرة كالإستراتيجية الشاملة لتطوير الهيئة، والتدريب لموظفيها، وبرنامج تأهيل المدربين والقيادات، والتواصل الإلكتروني، ونشر المعرفة، يشير إلى توجه منهجية الرئاسة في البناء المعرفي لمنسوبيها بغرض بناء هرم معرفي للتعامل المنطقي مع جمهور الواقع المعاش، وليس المثالي!!
أقول ذلك بعد أن علمت أن رئيسها العام الشيخ إبراهيم الغيث اختتم دورة تدريبية تحت اسم: (مهارات التعامل مع الدبلوماسيين والمعاهدين في المملكة) بالتعاون مع معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية في مقر المعهد.
وإن كان حرياً بعضو الهيئة في الميدان بالذات أن يكون ملماً بالحصانات الدبلوماسية والاتفاقات الدولية المبرمة بهذا الخصوص، كاتفاقية فيينا لعامي 1961 و 1963م، والمزايا والحصانات الممنوحة للدبلوماسيين، والأصول الشرعية في التعامل مع الدبلوماسيين.. أو ممن يدخلون تحت مسمى المعاهدين اصطلاحاً.
تأتي هذه الدورات وذلك التدريب والتطوير في وقت تتزايد فيه الهجمات المتتالية من لدن بعض الإعلاميين، وإبراز أخطاء بعض منسوبي الهيئة التي لا تعبر بالضرورة عن رأيها أو توجيهاتها، مما أثار حفيظة رئيسها ودفعه لدعوة الإعلاميين إلى تحري المنهجية الإعلامية الصادقة التي تسمو بالإعلام من الوقوع في المبالغات أو تغيير وجه الحقائق.. ولا سيما أنه نفى أي توجيهات صادرة من الهيئة بخصوص المطاردات وأعلن عدم السماح بها إطلاقاً لما قد يترتب عليها من ضرر على المطارَد والمطارِد، ولأن مفاسدها أكبر من منافعها.. ولعلي هنا أؤيده باعتدال حيث يعمد بعض الكُتَّاب والصحفيين بالذات إلى إخفاء أخطاء بعض منسوبي الأجهزة الحكومية، بينما يسلط الضوء على تجاوزات بعض أفراد الهيئة؛ مما يفقد الإعلام الحيادية المطلوبة والمصداقية المنشودة.
ولا يعني ذلك الدعوة لتجاهل هذه الأخطاء، وإغفال تلك التجاوزات! بل لا بد من إدانتها بصورة منطقية مثلها كأي سلبيات في الأجهزة الحكومية الأخرى، وبالمقابل فإن على الرئاسة المبادرة بالتواصل الإيجابي مع الإعلام، ذلك التواصل الذي بمقدوره إزالة أي لبس قد ينشأ في العمل ولا سيما بعد أن تمَّ تعيين ناطق رسمي عن ديوان الرئاسة.
وهي مناسبة لأطلب توضيحاً من رئيس عام الهيئات عن حدود صلاحيات أعضاء الهيئة، ومسؤولياتهم المحددة.
وليعذرنا معاليه حين لا نكتفي منه فقط بإطلاق عبارة (إن مراكز الهيئة مشاعل هداية) ومع ثقتنا بكونها كذلك، إلا أننا نأمل أن تدرج في الدورات القادمة مبادئ في العلوم العسكرية ومناهج قليلة من علم النفس وكثيرة من علم الاجتماع.
rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342