الوقوف على الأطلال يهز مشاعر الرجال وقد تذرف دموعهم لهذا الموقف لارتباطه بالحب والحنين للماضي ويقال إن أول من وقف على الأطلال هو امرؤ القيس عندما قال بيته المشهور: |
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل |
بسقط اللوى بين الدخول فحومل |
وعندما يقع الشاعر في هذا الموقف فهو لايملك إلا البكاء أو أن تهيض قريحته بالشعر أو كلاهما فكم شاعر ذرفت دموعه على من قضى نحبه في هذه الحياة.. وكم شاعر وقف متحيراً ومتحسراً على فراق دياره وموطنه، وكم شاعر وقف مشتاقا إلى أهله وذويه.. |
يقول الشاعر الأمير محمد الأحمد السديري: |
يا معدي المرقاب خله لمشتاق |
حول وخل معذب القلب يرقى |
وفي الزمن الماضي أصبح المرقاب أو الرجم هو المكان الذي يقف عليه أكثر الشعراء وتخرج من هذا المكان أجمل الأبيات وأروع القصائد بشعور صادق وبأجمل صورة، ويقول الشاعر عبيد الأسعدي عندما وقف على الأطلال في قصيدة من أبياتها: |
لو اهني التل يا مارقي به |
حي ومات الحي والتل موجود |
يا لابةٍ ما تقل داسوا ترابه |
كلتهم الدنيا وهو عاش بركود |
ويختلف تعبير الشعراء في هذا الموقف فمنهم من يذهب للتعبير عن أحزانه، ومنهم من يذهب للمطالعة والتوجد، ومنهم من يتباكى على الأطلال والديار، أو للتمني أو يذهب إلى غير ذلك، يقول الشاعر رميح الخمشي: |
أمس الضحى عديت رجم ينادي |
رجم تعاقب به وحوش القرانيس |
ديارنا يوم الليالي جدادي |
واليوم جيته والليالي مراميس |
يا دار وين معيلين الطرادي |
أهل الرباع محرقين المحاميس |
ما أصعبها من مواقف التي منها تذرف دموع الرجال ومنها تخرج درر الأبيات التي قد تدخل القارئ في أجواء هذا الموقف. |
فتلك حال الدنيا لقاء وفراق وهناء وشقاء. |
بدر محمد العتيبي - بقعاء |
|