هذا البرنامج الشعبي الناجح الذي بُني على قاعدة سليمة وأعمدة قويمة وكما هو معروف ما طاب ساسه طلب رأسه.
لنا وقفات جديرة بالوقوف عندها أردت هنا أورد شيء منها من باب أنتم شهود الله في أرضه.
الوقفة الأولى
هذا مجال المسابقة الصحيح حيث إن شعر المحاورة هو صميم التنافس والندية والسباق لنيل قصب السبق منذ عرف الشعر وتكون المقارنة بين المتسابقين مبنية على ما يقدمونه حاضراً بحاضر وعلى معنى محدد من الجهة المحكمة (لجنة التحكيم) مع ما يقترن به ذلك من عنصر المفاجأة وهذا المحك الصحيح ومجال السباق الصحيح على عكس ما يتم من خلال تذليل شعر النظم للمسابقات وهو بعيد عنها كل البعد إلا إذا امتهن كصناعة وليس كشعر.
الوقفة الثانية
مسمى المسابقة (شاعر المعنى) وهذا ما يصبوا إليه كل متسابق ضمن شعراء المحاورة حيث يطمح إلى أن يحصل على هذا اللقب لكونه أعلى درجات التقييم في شعر المحاورة المبني على النقض والفتل وسرعة البديهة واصطياد المعنى وهذه الشاعرية الحقة ومجال السباق الحق بعكس التسميات التي ذهبت إليها بعض البرامج والتي لا تمت إلى السباق والتحدي بصلة بل أقرب ما تكون إلى إذلال مشاعر الشعراء لإرضاء أذواق العامة أو بالأحرى كمن يجمع بين سلع مختلفة ولا يجد اسم تندرج تحته هذه السلع كأن يجمع 4 سيارات و5 أراضي ويحتار هل تساوي 9 سيارات أم 9 أراضي أم ماذا!!؟
الوقفة الثالثة
إقامة هذا السباق أمام لجنة التحكيم ذات الاختصاص والخبرة الكافية التي لا مجال للشك في تقييمها من واقع كونها مدارس في هذا المجال لعشرات السنين ولا مجال للاجتهادات الشخصية غير الرشيدة كما ذهبت إليه بعض اللجان في بعض المسابقات والتي أقحمت في مجال لا تعرف من طبيعته إلا اسمه فقط وذلك كمن يضع مدرب مشاه عسكرية ليحكم بين فريقين رياضيين لكرة القدم وبالتالي يعتبر التسلل خدعة حرب والركل والرفس والقبض والدفع ولمس اليد قوة ومهارة دعت إليها المباراة ولا شيء فيها!!
الوقفة الرابعة
هذه المسابقة انطلقت من عقر دار الشعر والشعراء والأدب والأدباء من المملكة العربية السعودية التي لشعرائها في كل مسابقة أقيمت في البلاد العربية نصيب الأسد من العدد ولجمهورها نصيب الأسد من المدد ولكن للأسف تكون النتيجة كما خطط لها سلفاً لتذهب في أناس قد تضيف لهم شيئاً بينما نحن معروفين به وبدونه وهذا أمر لا بأس به في ظل التكافل الاجتماعي!!.
الوقفة الخامسة
أهدي خالص الشكر للقائمين على هذا البرنامج وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد آل سعود الراعي والموجه والداعم لهذا السباق الشريف وللجنة التحكيم الموقرة ولقناة الساحة ولصحيفة الجزيرة وكافة العاملين على إظهار هذا السباق بهذه الصورة لإمتاع جمهور الشعر ومحبيه كما آمل لو تم دعم اللجنة بعضوين مؤهلين أدبياً وتعليمياً أكاديمياً ليعملوا على ربط المستمع بالشعراء من خلال التعليقات على كل محاورة لضرورة ذلك لدى أغلب شرائح المجتمع لإظهار أسرار وخفايا ميزات وكيفية هذا الفن الرائع (فن المحاورة) للجميع وعدم الاكتفاء بتقييم الشعراء في أوراق اللجنة فقط وذلك لنحقق الأهداف المرجوة من هذه المسابقة على جميع الأصعدة والمستويات.
والله الموفق.
علي بن ثابت القحطاني
abothabet1@hotmail.com