ممّا يتداوله الناس في كل مكان هو موقف غالبيتهم (السّلبي) من المرور؛ حيث اعتاد البعض أن يخالفوا دون حسيبٍ أو رقيب وحين وقوعهم في قبضة رجل (المرور) وتطبيقه النظام في حقهم تقوم قائمتهم ولا تهدأ إلا بعد أن ترغي وتزبد.
ولستُ هنا في منأى عن بني قومي بل أنا جزء منهم ولكني في المقابل لا أضع اللّوم كله على المجتمع الذي لا يرغب في تطبيق النظام خصوصاً إذا وقع أحدنا في محظور (المخالفة) وطبقّ في حقّه النظام كما شرّعه المشرع.
نحن مجتمع يعيش بعضه في فوضى (تنظيمية) بل إن البعض بعيدون كل البعد عن النظام فتجد الواحد منهم يخطئ مرة واثنين وعشر ولم تردعه أي عقوبات قد تطبق في حقه.
مساكين هم رجال المرور الذين يتحملون منّا ما لا يتحمله أحد بل إن رجل المرور في نظر البعض مجرد شخص (يتصيّد) الأخطاء ويبحث عن زلاّتنا، وهم لا يعلمون أن هذا جزء من عمله وبه يحفظ النظام ويساعد على عدم هدر الدماء وإزهاق الأنفس ويحفظ الممتلكات من الدمار وبخاصة من العابثين الذين لا همّ لهم سوى الفوضى والعبث في الشوارع وكأنها حلبة لممارسة هواياتهم في إثارة الرعب بين الناس حتى أن البعض يسير في سيارته ويده على قلبه قائلاً (يالله سترك).
وقبل أسبوعين تقريباً بحث أحد الأقارب عن لوحة بحروف معينّة ترمز لمسمى جميل فذهب إلى أحد مراكز المرور حيث أبلغوه هناك بعدم صرف اللوحات إلا عن طريق شخصين فقط رغم أنها ليست مدرجة ضمن اللوحات (المميزة) المهم وبعد طول عناء ذهبنا إلى مركز آخر وصرف مباشرة دون الحاجة إلى واسطة أو تعميد من أحد وبعد يومٍ واحد اتصل بي مدير الإدارة العامة للمرور بمنطقة الرياض العميد عبدالرحمن المقبل وأبلغني بأن جميع اللوحات المطروحة في المرور هي حق (شرعي) لجميع المواطنين على حدٍّ سواء دون تمييز ومن حق أي أحدٍ أن تصرف له اللوحة ولدى جميع إدارات المرور توجيهات بهذا الخصوص وليس من حق أي ضابط أو فرد أن يُعطي من يشاء ويمنعها ممن يشاء ما عدا اللوحات المدرجة ضمن تصنيف (المميز) والتي تطرح في مزاد علني كل اثنين، وهو حقيقة أثلج الصدر بحديثه واعتذاره الذي لم يكن سوى صراحة دون دبلوماسية وأن مثل هذه الأخطاء هي فردية ولا تمثل توجّه المرور، وهو حاول معرفة الأشخاص ولكنني لم أشأ إبلاغه لأن حديثه كان بمثابة عنوان عريض لما يجب أن يكون عليه المواطن إذا تسلّم زمام الأمور في مكانٍ ما.
المقبل قال: إن المرور يسعى دوماً لتسهيل مراجعات المواطنين والبحث عن راحتهم، وكشف جزءاً من خطتهم القادمة ولا أرغب في الإفصاح عنها حتى تكتمل هيئتها وهي إن تحققت فستكون سبقاً جديداً وخطوة سريعة في المضي قدماً نحو تطبيق الحكومة الإلكترونية.
وأضم صوتي إلى صوته أنه يجب علينا أن نتعلّم كيف نأخذ حقوقنا بالطريقة الحضارية والإبلاغ عن أي تصرف (فردي) قد يشعر الواحد منا بأنه يخالف التعليمات كي يأخذ المواطن حقه مثلما ترغب الحكومة تطبيق حقها وقوانينها.
شكراً للمقبل الذي كان رجل قانون جعل المواطنة هدفه وكذلك لا أنسى أن أشكر المقدم بندر الرشود الذي هو الآخر عكس صورة حقيقية للمساواة بين الجميع وشكراً لرجال المرور جميعاً الذين تركوا أهلهم يجولون الشوارع والطرقات للحد من تهوّر البعض.. والحد من حرب الشوارع.