Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/06/2008 G Issue 13041
الخميس 08 جمادىالآخرة 1429   العدد  13041
الجمعية العلمية السعودية للغة العربية رجال أوفياء لمهمة عظيمة
منصور بن عثمان أبا حسين

في عصر ما يسمى بالعولمة الثقافية، يلفت الانتباه تلك الهجمة الشرسة التي تتعرض لها اللغة العربية من خصومها، بل ومن بعض أبنائها الذين تعددت حججهم وأقاويلهم حول جمودها وعدم قدرتها على مسايرة العصر، وهي بلا شك حجج واهية ليست وليدة هذه الأيام، بل سبقهم إلى ذلك كثيرون باءت محاولاتهم بالفشل والخسران المبين.

إن مهمة الدفاع عن اللغة العربية والذود عنها واجب ديني ووطني في آن معاً.. فاللغة العربية هي لغة القرآن التي نزل بها واختارها الله سبحانه وتعالى لأن تكون وعاءً لكلامه، يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، ويقول عز وجل: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.

وهي لغة العبادة، فالمسلم مهما كان جنسه ولسانه فإنه عندما يمثل بين يدي الله سبحانه وتعالى يخاطب الله عز وجل بلسان عربي مبين.. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة) ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في ذلك: (معلوم أن تعلم العربية وتعليم العربية فرضٌ على الكفاية) وقال أيضاً: إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا باللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب.

والدفاع عن لغتنا العربية أيضاً واجب وطني من حيث كونها عنواناً للهوية الوطنية وأحد العوامل المهمة في اندماج المجتمع السعودي وتماسكه وتأكيد وحدته الوطنية، فمن المعلوم أن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- قد اعتمد في تحقيق مشروعه التوحيدي العظيم للمملكة العربية السعودية على ركيزتين أساسيتين هما: الدين واللغة، فقد كانتا الأساس الذي استطاع بحكمته وشجاعته استغلالهما للانطلاق في مهمته العظيمة التي كان نتيجتها لمّ شمل تلك القبائل والمناطق المتفرقة تحت لواء الدولة السعودية.

وعلى ذلك.. فإن أي مساس باللغة العربية أو محاولة للانتقاص من قدرها ما هو إلا اعتداء سافر على أحد أهم رموز وحدة المجتمع السعودي وتماسكه يقع علينا جميعاً واجب رده والتصدي له.

ومن فضل الله عز وجل أن قيض لهذه اللغة على مر العصور والأزمان من ينبري للذود عنها ويدحض افتراءات أعدائها ويفند مزاعمهم، ولعل مما يذكر في هذا الصدد في وقتنا الحاضر تلك الجهود الطيبة المباركة التي تقوم ببذلها الجمعية العلمية السعودية للغة العربية التي وإن كانت في بداية نشأتها إلا أنها كانت ذات حضور ونشاط مشهود في العناية بعلوم اللغة العربية وتحمل عبء الدفاع عن الفصحى، وتقديم المشورة العلمية والعملية، والاهتمام بقضايا اللغة، والترجمة، والتعريب، ومواجهة مظاهر العجمة والدفاع عن لغتنا العربية والذب عنها، وهي جهود وبلا شك تثلج الصدر وتدعو للفخر والاعتزاز، وهي جهود ومساعٍ نبيلة تتطلب منا تشجيعها ودعمها بكافة الأوجه والسبل المتاحة والإمكانات المتوفرة فكرياً ومادياً.



abo_3thman@windowslive.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد