يحتل عندي القارئ النبيه المتابع الحريص على العطاء من خبرته ومعرفته وعلمه مكاناً يقدمه على ما أقول... ويصدره عند نهج القول فيما أقول...
ففي مقال الثلاثاء أمس الأول بدأنا تقديم ما وردنا من هموم النساء المطلقات أو المنفصلات...
وقبل الدخول في تفاصيلهن وردتني رسالة من الإخصائي النفسي القارئ العزيز فهد الأسمري يقول:
(... وأود أن أضيف إلى الموضوع نقطة جداً مهمة ألا وهي السبب وراء لماذا يكون الطلاق
وهو أبغض الحلال؟... أي لماذا الشتات...؟ والإجابة تكون في البحث عن:
1-التوافق بين الطرفين... 2- لغة الحوار والإقناع... 3- شخصية كل منهما... هذه أسباب لا يمكن أن تهمل في وقتنا الحاضر. هذا ما أحببت أن أقوله... ولكي شكري واحترامي دكتورتي الفاضلة. إخصائي نفسي فهد الأسمري)...
ولنبدأ من منطلق ما بعد الاختيار والزواج على أننا نتفق جميعنا في أن الولي بل كل من طرفي الزواج عليهم مراعاة التوافق كجزء من دعامات الزواج الناجح الرئيسة... فما الذي يحدث بعد الزواج ويؤدي إلى الطلاق..؟
هل هي شخصية كل منهما المؤدية إلى عدم الانسجام...؟ أم إلى فقدهما لأسلوب الحوار خصائص الإقناع..؟
فإن كان أي من هذين بينهما أفلا يدركان ذلك منذ التأسيس الأول لشركة الحياة بينهما فيضعان الحلول الجذرية قبل أن تستفحل الخلافات وتتفاقم الفجوة فتنهار الأسرة ويكون قد عمرها زائرون سيأتي الوقت الذي يغادرونهما ولكن كيف تكون ضيافتهما لهم...؟
أولا يخطر في بال الرجل والمرأة على حد سواء ما الطبق اليومي الفكري والوجداني والأخلاقي الذي يغذيان منه أبناءهما ضيوفهما طيلة فترة خلافاتهما على مسمع منهم ومرأى...؟ أي بؤس هذا الذي يلقمانهم في وضح النور وتحت أسترة الليل...؟ وينسيان عيوناً لا تنام وجنوباً تضطرب لا تغفو لها جوانح ولا تطمئن لها صدور تحت سقف بيتهما...؟ جحيم هذا الذي يصطلي فيه مثل هؤلاء الآباء أبناءهم... حيث تضيع الأمانات.. وتنتهك الحياة...
من هنا يهرب الأبناء للصحب... ولأفكار الآخر... ولتوجهات المنافذ... ولهواء العربات والشوارع...
ويا لهذا المصير من رماد ساخن يلفح الجوانيات من كيان النشء...
حتى إذا ما جاءت المواقف... صرخ أحدهما في وجه ابنه أو ابنته: أنتما عاقان لا تعرفان للأبوة أو الأمومة حقا... فكيف يعرفان ما لم يربيا عليه..؟ وكيف يتذوقان ما لم يستطعما في أسرة مفككة وبين والدين لا ينسجمان ولا يهدأ لهما بال.. أو يستقر في فم أحدهما لسان...؟
يا لتعاسة الإنسان وهو يضيع الإنسان...
(يتبع)
مكنة تدور ورحى تطحن وأكثر الناس تركض بعيداً عن الدعامات الأساس لحياة سالمة وعيش سليم...