خط الشمال. وما أدراك ما خط الشمال.. إنه يعني التسيب والتردي وسوء الحال. إنه يعني (الموت والإهمال) نعم هذا بالضبط ما يعنيه ويعانيه أهم شريان اقتصادي يخترق جسد المملكة من حدودها الشرقية حتى حدودها الشمالية ليصل بلاد الشام بالجزيرة العربية، دول الخليج، بدول حوض المتوسط، آسيا بأوروبا عبر آسيا الصغرى، وهو الطريق الذي ينقل لنا الخضار والأغنام والتجارة والأسفار.
بل إنه من أهم خطوط التجارة الدولية، ورحلاتنا (الحولية) بحثاً عن السياحة والراحة وهدوء البال.
هذا الطريق الذي لا نتذكره طوال العام إلا كما نتذكر الموت كلما سمعنا برحيل صديق أو عزيز أو قريب قضى مع عائلته موتاً على ذلك الخط الرهيب.
***
خط الشمال الذي لا نتذكره إلا في (المقانيص) والربيع والجو البديع والإجازة الصيفية، خط الشمال الذي (أكل) ويأكل وسيبقى يأكل المئات من المسافرين الأبرياء، خط الشمال الذي كلما قلنا إن مشكلته انتهت عادت مشكلته من جديد، خط الشمال الذي كلما أصلح المقاولون جزءاً منه (خرب) جزء آخر منه وهكذا تتكرر المأساة والحلول (الترقيعية) منذ أن كان هذا الخط الطويل يلتوي كالأفعوان الأسود الجريح على هامش صحراء الشمال التي تمتد من حفر الباطن حتى مركز الحديثة على مشارف الأردن، خط الشمال وما أدراك ما خط الشمال؟! الذي لم (يزدوج) كاملاً منذ أن أقامته أرامكو حتى اليوم. وهو يشبه آنذاك سلك الإبرة أو لسان الطير لضيق عرضه الرفيع.
إنه طريق الأحافير والانعطافات والتحويلات وعمال يشتغلون، وهناك تسأل: أين هؤلاء العمال الذين يشتغلون فتكتشف أنك كلما قطعت مسافة 200 كيلو متر على ذلك الطريق لمحت عاملاً آسيوياً أو عاملين لا أكثر وقد لسعت حرارة شمس الصحراء وجهيهما فبدوا برونزيين لا يشبهان أي كائن آخر غير الذين يعملون على هذا الطريق (بلا جدوى) ومنذ عشرات السنين.
***
خط الشمال خط الموت والشركات التي تحبو عليه مثل السلاحف وفي كل فصل تعاود الحبو عليه من جديد(!!) خط الشمال. خط الشمال. متى سيصلح خط الشمال أصلحكم الله أيها المقاولون ولكم الهداية والصلاح.