في زحمة الأوراق والسطور
يطل وجهها الخجول
ألفاظه غريبة.. حروفه كئيبة
يقودها حلم صغير.. يغتالها يأس كبير
تريد أي قارئ.. تريد أي ناقد
تريد أي واحد..
يقول عنها (إنها قصيدة جميلة
أنشودة لذيذة.. فاتنة حسناء
مبهرة الألحان والأوزان والأنغام)
نريد أن تقول: أنا هنا
لكنها لا تستطيع
فصدقها شرودها..
وضوحها صيرها عدوة الجميع
لأنها حقيقة مجردة..
صراحة معلنة
نوذج فريد.. عن اليقين والأكيد
في عالم.. يهوى الخداع.. يهوى النفاق
عيونه مشوهة..
ليست ترى الأشياء إلا من ضباب
لا تسمع الكلام إلا بارتياب
أناسه أعداء.. أناسه في غاب
لأنها مرآة تذيب كل زيفهم.. تجرد الشخوص والأهواء
تزيل ما ارتدوه كالقناع.. وتغسل النفوس.. بحرفها اللماع
لأنها ضميرهم قد فاق من غيبوبته
ليطلب الصواب..
لأنها الصواب.. فإنها قصيدة منبوذة
تريد أن تقول: أنا هنا
لكنها.. لن تستطيع