بينما كنت أنتظر الإعلان عن الرحلة في الصالة الداخلية بمطار الملك عبدالعزيز بجده قرأت تصريحاً في إحدى الصحف لوزير الصحة بمناسبة تدشينه لفعاليات اليوم العالمي للامتناع عن التدخين والذي طالب فيه باتخاذ إجراءات للحد من انتشاره!

كان الجو لا يطاق.. الدخان المنبعث من عشرات السجائر حولي يكاد يمنع الرؤية والتنفس!! المدخنون من كل الأعمار، كان بعضهم في سباق مع الزمن ليودع أكبر قدر من الدخان في جوفه قبيل صعوده للطائرة.. امرأتان أجنبيتان استغلتا أجواء الحرية التي تسمح بها إدارة المطار فأشعلتا سجارتين وراحتا تشاركان الآخرين في نفث الدخان في أجواء الصالة المكتظة بالمسافرين! موظفون ومسافرون يدخنون في يوم الاحتفال العالمي بالامتناع عن التدخين.. وعلى الرغم من أن هناك قراراً سامياً يمنع التدخين في مثل هذه الأماكن!

هذا المطار يعتبر بوابة المملكة إلى العالم، من خلاله يقيم الزائر مدى احترامنا للأنظمة، فإذا كانت اللوحات التي تشير إلى منع التدخين مجرد ديكور فهذا لا يعطي انطباعاً إيجابياً عنا! دول العالم في مطاراتها وكثير من أماكنها العامة تمنع التدخين وتفرض الغرامة على من يدخن لأنه لا يضر بنفسه فقط بل بصحة الآخرين من خلال ما يسمى التدخين السلبي!! لكن بفضل هذه التسهيلات التي تمنحها مطاراتنا وبعض الدوائر الحكومية والخاصة لدينا للمدخنين حققنا ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه (المركز الخامس عالمياً) في استهلاك التبغ! لننفق سنوياً ما يقارب ثلاثين ملياراً على شراء التبغ بكافة أنواعه!! بينما يموت في كل عام بحسب إحصاءات الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين نحو عشرين ألف شخص، الكثير منهم في ريعان الشباب!! وإذا استمر الحال كما هو في مطار الملك عبدالعزيز فإني أنصح أن يكون من ضمن مستلزمات السفر (كمامة)!! ومن يدري فقد يصبح اقتناؤها إلزامياً بقرار من إدارة المطار حرصاً منها على صحة غير المدخنين!!