يستطيع الإيطاليون الاعتراض على قرار مثير للجدل باحتساب هدف هولندا الأول في مباراتهما في المجموعة الثالثة التي خسروها 3-صفر.. لكنهم لا يملكون سوى لوم أنفسهم على المستوى المتواضع الذي ظهروا به أمام فريق نشط.. وقدمت أول مباراة كبرى في كأس الأمم الأوروبية 2008 الكثير من النقاط التي يمكن الحديث بشأنها ليس أقلها العرض المتواضع الذي قدمه عدد كبير من لاعبي إيطاليا بطلة العالم وغياب التناسق في خط الدفاع في أقسى هزيمة للفريق في النهائيات الأوروبية.. وقال روبرتو دونادوني مدرب إيطاليا للصحفيين: (يجب أن نفكر في أدائنا ونحلل الأخطاء التي وقعنا فيها.. نحن بحاجة لاستعادة طاقتنا وقوتنا الذهنية).
وتفوق الهولنديون في معظم الالتحامات المهمة في خط الوسط بينما غاب عن إيطاليا السرعة والأفكار المبتكرة حتى قبل أن تتلقى شباكها الهدف الأول في ظروف مثيرة للجدل.. وبدا أن الهدف الذي أحرزه المهاجم رود فان نيستلروي في الشوط الأول جاء من تسلل على أساس أن المدافع الإيطالي كريستيان بانوتشي سقط خارج خط المرمى ولم يفعل هذا متعمداً.. وظهر أن هذا الموقف شتت تفكير الفريق الإيطالي ودفاعه الذي فقد اتزانه.. بينما شنت هولندا هجمة مضادة من أمام مرماها وصولاً إلى المرمى الإيطالي لينهيها ويسلي شنايدر محرزا الهدف الثاني.. وافتقدت إيطاليا بشكل فاق التوقعات غياب قائدها ومدافعها فابيو كانافارو الذي انسحب من التشكيلة قبل البطولة بسبب الإصابة.. ورغم تراجع أداء كانافارو وكثرة أخطائه عما كان عليه في كأس العالم 2006 فإن الإيطاليين افتقدوا مهاراته القيادية لتتهاوى الصورة التقليدية للدفاع الإيطالي المحكم.. وأخطأ اندريا بارزالي الذي لا يزال يتحسس طريقه في المنافسات الدولية في عدة ضربات رأس بينما لم يحسن ماركو ماتيراتسي التحرك.. وخرج ماتيراتسي في الشوط الثاني في تبديل برره دونادوني بإصابة مدافعه.. وظهر مرة أخرى في بيرن غياب السرعة عن الفريق الإيطالي الذي عاش مهاجمه الأول لوكا توني ليلة مخيبة للآمال.. وفشل لاعبو الوسط جينارو جاتوسو وأندريا بيرلو وماسيمو أمبروسيني تماماً طوال المباراة في تقديم الدعم للمهاجمين كما فشلوا في فعل الشيء نفسه مع ناديهم ميلانو في الموسم المنقضي.. وبث البديلان فابيو جروسو واليساندرو ديل بييرو اللذان شاركا في الشوط الثاني بعض الحيوية في الفريق وقد يلجأ دونادوني لتغيير في اللاعبين أو الطريقة في مباراته المقبلة ضد رومانيا في زوريخ يوم الجمعة المقبل ثم فرنسا في 17 يونيو الجاري.. وقال ديل بييرو للصحفيين: كانت ليلة سيئة للجميع.. يشعر الجميع بطريقة أو بأخرى بالمسؤولية.. يجب أن نعمل لتحسين ما فشلنا فيه.. علينا التفكير في مباراة الجمعة وأن نحاول نسيان هذه الليلة السيئة.. لكن يبقى أن الإيطاليين اعتادوا على البدايات الضعيفة في البطولات الكبرى ويملكون تاريخاً في القدرة على العودة وتقديم مستوى قوي.. كما أن تعادل فرنسا السلبي مع رومانيا في المباراة الأخرى بالمجموعة أبقى باب المنافسة مفتوحاً.