في مكة المكرمة.. كان هناك حشد ضخم في الأسبوع الماضي.. من كبار علماء وفقهاء العالم الإسلامي.. جاءوا من كل مكان لمناقشة قضية مهمة للغاية.. وهي قضية الحوار مع الآخر.. وكيف نتحاور معه؟..
** وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله قد نادى بالحوار.. وطالب علماء الأمة أن يضعوا أسساً شرعية ينطلق منها.. لأنه حفظه الله أراد أن يكون هذا الحوار مؤسساً.. وينطلق من قواعد شرعية صحيحة سليمة ويقره علماء الأمة..
** علماء الأمة.. اجتمعوا الأسبوع الماضي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. حيث ينطلق هذا المؤتمر الإسلامي الكبير.. الذي يضع اللبنات الأولى لهذا الحوار.. ويؤسس له.. كما أن هذا المؤتمر طالب الفقهاء والعلماء تقديم دراسات وأبحاث شرعية تؤصل للحوار وتبين منطلقاته وأهدافه وأسسه ومتى بدأ وما هي حدوده.
** وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.. أراد لأمة الإسلام.. أن تنقل أولاً.. رسالتها للآخرين.. تلك الرسالة الناصعة الواضحة كالشمس.. بدلا من أن ينقلها الآخرون نيابة عنا.. فينقلونها مشوشة وبالشكل الذي يريدون.. فنحن في هذا المؤتمر.. سنقول للآخرين.. هذا.. هو الإسلام على حقيقته.. بعيداً عن مزايدة المزايدة.. وبعيدا عن إضافات الفاسدين.. وبعيداً عن حقد المغرضين.
** ثم أن العالم الغربي.. وربما الشرقي.. هو في الأساس محتقن ضد الإسلام.. ويحمل الكثير من الكراهية للدين.. وبالذات لمتديني الغرب وقساوستهم ورهبانهم.. فنحن نحتاج إلى تهدئة هؤلاء دون أي تنازلات بكل تأكيد.
** نريد أن نمتص شيئاً محتقناً داخل هؤلاء.. ومتى هدأ هؤلاء.. هدأ من ورائهم إعلامهم.. وخفَّت الحملات ضد الإسلام.. تلك الحملات الشرسة المتلاحقة.. التي تستهدف الإسلام والمسلمين. وتنطلق من معلومات مكذوبة مغلوطة تسيء للإسلام.
** ثم إن هناك أتباعا لديانات كالهندوسية والبوذية بالذات.. هم أشبه بالحيارى.. وأكثرهم غير مقتنعين بهذه الديانات.
** كما أن أكثرهم أيضاً.. غير متعصب لديانته.. أو غير مرتبط بها.. وهؤلاء.. قد يسلمون متى شاهدوا حضارية الإسلام وصفاءه وانفتاحه.. والكثير من هؤلاء لا يعرفون شيئا عن الإسلام.. إلا من خلال ما يسمونه أو يقرأونه أو يشاهدونه في وسائل الإعلام المغرضة الحاقدة من أنه دين التطرف والعنف والإرهاب والكراهية.. لكن إذا حاورهم الإسلام وتحدث معهم.. وتواصل معهم.. فإن الكثير منهم سيراجعون حساباتهم وسيبحثون عما في الإسلام من إيجابيات - وكله إيجابيات - وليس بعيداً.. أن يظفر بهم الإسلام كما ظفر بإسلامهم.
** الحوار مع الآخر.. ليس جديداً في الدين.. فقد حاور الرسول صلى الله عليه وسلم الآخرين وحاورهم صحابته.. وورد الحوار في القرآن الكريم: {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} وليس الحوار غريباً أو جديداً على الإسلام.
وفي مكة المكرمة.. التقى أكثر من (600) عالم وفقيه.. من داخل المملكة وخارجها.. ناقشوا أربعة محاور أمامهم.. حول الحوار مع الآخر.. وكيف نحاور الآخر.