Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/06/2008 G Issue 13040
الاربعاء 07 جمادىالآخرة 1429   العدد  13040
نهارات أخرى
تأمرك المتشددين!
فاطمة العتيبي

بنفس القوة التي واجهنا فيها تدخلات سافرة ومتواطئة مع الإعلام الغربي الحاقد على مواقفنا القوية تجاه قضايا مهمة دولياً.. أو حسداً على ائتلافنا الوطني والتفافنا حول قيادتنا بمختلف شرائحنا وانتماءاتنا القبلية والفكرية.

بنفس القوة التي نرفض فيها التدخل الخارجي في شئوننا الداخلية.. لا بد أن نرفض صيحات التأمرك المتشددة لا بد أن نقف ضد الترويج لأفكار هزيلة مثل فكرة غاري نيلر (أعيدوا النساء جواري في بيوتكم) ومن قال للباحث الأمريكي إننا خرجنا من بيوتنا ولم نعد إليها.. وهل وجدنا على ناصيات الشوارع؟!

ذكرتني هذه المقولة بعريضة قدمتها قبل سنوات خمسمائة امرأة سعودية تقدمن بها لولي الأمر (الملك عبدالله بن عبدالعزيز يطلبن فيها أن يعدن إلى منازلهن) وأذكر أنني كتبت هنا قائلة ومن أخرجكن من بيوتكن عنوة ومن منعكن الآن من العودة إليها.

** ولا أدري هل ثمة تواصل ثقافي بين الباحث المذكور والفكر النسوي الذي دوّن تلك العريضة الشهيرة!! وهل ثمة إيعاز لظهور هذه الأفكار؟!

** الاهتمام والارتكان والاستناد لأقوال هذا الباحث يفتح الباب على مصراعيه للتدخل والاحتفاء بالتدخل الثقافي في تكويننا واختباراتنا الثقافية.. وإلا كيف نحتفي بمن يتوافق مع رؤى البعض ونختلف مع الأخرى التي لا تتوافق وأهواءنا..

** وإذا كان الرأي الأمريكي مقدرا في موضع فلماذا لا يقدر في موضع آخر، بل ويعد كل من يتحدث عنه عميلاً ومرتزقاً!

** التجربة الأمريكية في عمل المرأة بظرفها التاريخي وسياقها الاجتماعي هي جزء من ثقافة مجتمع الرجل جزء منه.

ولا يمكن قياس فشل تجربة (هذا إذا فشلت!!) على تجربة أخرى.

** ليطمئن غاري نيلر وأتباعه أننا لسنا في انتظار رأيه ونصائحه في شئوننا الداخلية وإلا لكنا استمعنا لغيره وجعلنا بلدنا ممراً سهلاً لأفكار هذا وأحقاد ذاك.

** أتمنى من الصحافة النزيهة ألا تروج لمثل هذه الأفكار التي تقتات على كل ما هو سعودي فالمرأة السعودية وتجربتها الناجحة والمتميزة في العمل تجد دعماً من الدولة باعتبارها مواطنة صالحة تسهم في التنمية الاقتصادية والتطوير مثلما هي صانعة أجيال راعية لبيتها وزوجها عليها راعٍ.. في معادلة تكاملية ليست نادرة الحدوث بل نجد مثلها في المجتمعات غرباً وشرقاً فتكوين الأسرة والأبناء ورعايتهم جانب مقدس في ثقافة مجتمعات عديدة.

فلا نخلط أوراق المرحلة.

ولا نظهر أنفسنا بهذا القدر من العوز الثقافي لرأي مفرد يقدم نفسه بثوب الناصح الأمين ويجد جوقة تلتقط ما يتوافق مع أيدلوجياتها فتروج له وكأنه القول الفصل!!



fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد