تقرير فهد الشملاني
تعد مدينة شرم الشيخ أشهر مدينة سياحية في منطقة سيناء، حيث تطور فيها النشاط السياحي بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة، بحكم أهمية موقعها الجغرافي عند رأس البحر الأحمر، الذي يتفرع إلى خليجي السويس والعقبة، ما أدى إلى وجود بيئة أكثر تميزاً هى العنصر الأساسى في الجذب السياحي، لذلك توجد بها وحولها أهم المحميات الطبيعية في رأس محمد ونبق، كما توجد قبالة شرم الشيخ جزيرتا تيران وصنافير عند مدخل خليج العقبة، من أهم مناطقها رأس نصرانى ورأس أم سيد إلى جانب رأس محمد.
في هذا الصدد قالت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية إن مدينة شرم الشيخ في محافظة جنوب سيناء التي تبلغ مساحة نحو 424 كيلو متراً مربعاً تحولت فيها الصحراء الشاسعة والجبال الشاهقة إلى مدينة عصرية خلال 10 سنوات فقط، اهلتها للفوز بجائزة منظمة (اليونسكو) لاختيارها ضمن افضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة عالمية.
بدأت عملية التنمية الحقيقية للمدينة وفق أهداف محددة تتلخص في الحفاظ على الموارد الطبيعية المتاحة بالمدينة وتعظيمها، وعدم المساس بالبيئة البرية والبحرية النباتية، وإقامة مجتمع جديد تطبق فيه سياسات غير تقليدية، والاستفادة من موقع شرم الشيخ المميز وتحويله إلى مركز سياحي عالمي قادر على المنافسة مع المراكز السياحية العالمية في أوروبا وآسيا وأميركا. وترتبط المدينة حاليا بباقي اقاليم مصر السياحية برا وبحرا وجوا، إضافة للاسواق السياحية الخارجية العربية والعالمية، إلى جانب الاستقرار داخل المجتمع المحلي، وايضا للمستثمرين وزوار المدينة.
وقد تم اختيار شرم الشيخ كأفضل مدينة سلام على مستوى العالم نظرا للعديد من المؤتمرات والاجتماعات التي اقيمت فوق ارضها تطالب فيها بالسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، كما شكلت عامل جذب لمحبي الرياضات البحرية من جميع انحاء العالم وجميع الأعمار، فقد استضافت المدينة مخيمات الشباب العالمية، فضلاً عن مزاياها الأخرى التي تنفرد بها طبيعتها وشواطئها، التي تجذب الغواصين والباحثين في اعماق الطبيعة البكر، حيث تصل شعابها إلى 250 شعبا مرجانيا، وآلاف من الاسماك والمخلوقات البحرية.
إضافة إلى محمياتها الطبيعية في رأس محمد ومحمية نبق ومحمية أبو جالوم، وهي محميات طبيعية تحتوي على السمات الجيولوجية والأودية، وجبال الجرانيت،والكثبان الرملية والطيور النادرة والحيوانات والزواحف والوعول، كما تضم غابة أشجار المانجروف، التي تعتبر موطنا مثاليا لتربية الطيور.
وهي طبيعة ساحرة يستمتع زوار شرم الشيخ فيها.
كذلك تعتبر شرم الشيخ من أحدث مناطق الاستجمام والاسترخاء في العالم، ففي عدة سنوات تضاعف عدد فنادقها العاملة بشكل كبير، كما يوجد بها عدد من الرياضات المحببة كركوب الخيل ولعب التنس، وملاهي الأطفال، والتزلج على الماء، والغطس أو الغوص أو الرحلات المائية، للتمتع بالثروات المائية والطبيعية التي يمكن للسائح ان يشاهدها في البحر وهو على قاربه الزجاجي.
يدعم ذلك بنية أساسية قوية من المرافق والخدمات، ويتزايد عدد سكانها بصورة كبيرة حيث وصل إلى أكثر من عشرة آلاف نسمة، ومن المقدر أن يصل إلى نحو 132 ألف نسمة عام 2017 م، مع تزايد الأنشطة السياحية بصفة خاصة.
في المقابل تعرف مدينة شرم الشيخ بأنها (أرض السلام( وذلك لأن أرضها شهدت عقد كثير من المؤتمرات السياسية والعلمية والسياحية، حيث استضافت العديد من مؤتمرات السلام بهدف دعم السلام العالمى بوجه عام من بينها قمة السلام لعام 1996م، التي حضرها كثير من رؤساء الدول العربية والعالمية وقمة المجموعة 15، التي عقدت لأول مرة في مصر عام 1998م في شرم الشيخ، وهذه القمة تعقد بالتناوب في أحد دول المجموعة، كما عقدت إتفاقية (واى ريفر) بين الفلسطينيين في سبتمبر 1999 م، وقمة الرئيس مبارك والملك عبد بن عبد العزيز لاستعراض الموقف العربي وعملية السلام والتعاون الثنائى، وقمة شرم الشيخ التي عقدت في 17 أكتوبر عام 2000م، التي اعتبرت قمة رائدة دعا إليها الرئيس مبارك بجانب دعوته للمجتمع الدولي والولايات المتحدة لوضع نهاية لأعمال العنف التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة، كما استضافت شرم الشيخ الملتقى الإستراتيجى لمنظمة التجارة العالمية، إضافة إلى العديد من القمم العربية والإسلامية والعالمية التي تدعو إلى السلام والتعايش السلمي بين الامم.