من أجل تفريغ القدس من أهلها الفلسطينيين المقدسيين تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بكل الطرق والأساليب التي لا تخطر ببال أحد، ولا تتوانى في تجاوز الحواجز القانونية والثقافية والتراثية، وتضغط حكومة الاحتلال الإسرائيلية بكافة السُّبل غير القانونية باتجاه ألا تزيد نسبة السكان العرب في مدينة القدس العربية المحتلة على 22%، ومن هذه السُّبل مصادرة أراضي ومنازل المقدسيين، وسحب الهويات، وإقامة الجدار، والملاحقات الضريبية وغيرها..
وتهدد دولة الاحتلال التي احتفلت على طريقتها قبل أيام بالذكرى الـ(41) لاحتلال مدينة القدس العربية وضمها في عام 1967، تهدد اليوم بهدم أقدم مغارة في العالم موجودة في جوار القدس ومقامة منذ نحو أربعة آلاف سنة..!!؛ حيث فوجئ المواطن الفلسطيني المقدسي (عبدالفتاح عبد ربه) بقيام سلطات الاحتلال بمطالبته بتوضيح الوضع القانوني لمغارة يستعملها كمخزن منذ 20 عاماً، تحت تهديد هدمها؛ لتصبح أول مغارة يصدر بحقها أمر هدم في العالم. ويقول المواطن (عبد ربه): إن هذه المغارة موجودة في جوار القدس منذ نحو أربعة آلاف سنة، وإن كل ما قام به فقط هو وضع الحجارة على جانبيها وألواح (الزينكو) على السطح. مشيرا إلى أن مساحتها تبلغ ستة أمتار فقط، وهو يستخدمها كمخزن لأدوات الزراعة والحراثة، ولا يوجد فيها إلا سرير صغير له.
ويؤكد المواطن المقدسي (عبد ربه) أن بحوزته مستندات إقامة من (وزارة الداخلية الإسرائيلية) تمنحه بموجبها الحق بالتواجد في أرضه من دون أن يعترض طريقه أي شخص). لافتاً إلى أن الاحتلال لا يريد المغارة بل يريدون استخدام أي وسيله من أجل طرده من أرضه ومن ثم السيطرة عليها..!!
وسبق أن شرعت الجرافات الإسرائيلية بإقامة حدائق توراتية على بُعد حوالي مائتي متر من المسجد الأقصى المبارك في خطوة تهدف للسيطرة على قلب مدينة القدس العربية المحتلة..
وتأتي الممارسات الإسرائيلية التعسفية هذه في وقت صادق فيه الكنيست الإسرائيلي قبل أسبوع بالقراءة التمهيدية على تعديل قانون أساس (القدس).. وبموجب التعديل (لا تكون القدس عاصمة إسرائيل فقط)، وإنما (عاصمة الشعب اليهودي) ..!! وصوّت مع اقتراح القانون 58 عضو كنيست، مقابل معارضة 12 عضواً.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال الاحتفال بالذكرى الـ(41) لاحتلال مدينة القدس العربية وضمها في عام 1967 بأن (إسرائيل) ستمارس سيادتها على القدس (إلى الأبد).
وبمناسبة ذكرى مرور 41 عاماً على احتلال مدينة القدس تؤكد الإحصائيات الإسرائيلية أن عدد سكان المدينة المقدسة بشطريها (الشرقي والغربي) قد بلغ 746.300 نسمة، من بينهم 489.480 يهودياً؛ ما يشكل 66% مقابل 256.820 فلسطينياً؛ ما يعادل 34%.
ويستنكر الفلسطينيون صمت المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والأمنية والقانونية على السياسة الإسرائيلية الخطيرة التي توشك على ابتلاع المدينة وتهويدها بالكامل وتفريغها من أهلها وطمس هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. ويتساءل الفلسطينيون: إلى متى سيبقى العالم يمارس دور المتفرج على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المتواصل على المدينة المقدسة وكأنه يشاهد فيلماً من الخيال؟!!.
jaser@al-jazirah.com.sa