قاعدة لانجلي الجوية - فرجينيا - رويترز
قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن روسيا تركز فيما يبدو على تعزيز قدراتها النووية وليس على دعم قواتها المسلحة التقليدية، وأضاف جيتس في حديثه إلى ضباط من السلاح الجوي في فرجينيا إن حاجة بلاده للأسلحة النووية لردع الأعداء المحتملين ستزداد في المستقبل.
ومضى قائلا: إن ذلك يرجع في جانب منه إلى خطر أن تصل الأسلحة النووية في نهاية المطاف إلى أيدي جماعات أو دول مناهضة للولايات المتحدة مثل إيران، لكن الأمر مرتبط أيضا بخطط روسيا تعزيز قدراتها النووية. وقال للصحفيين بعد زيارته قاعدة لانجلي (يبدو واضحا أن الروس يركزون أكثر وهم يتطلعون إلى المستقبل على تعزيز قدراتهم النووية). وتابع بقوله (وعلى قدر اعتمادهم المتزايد على قدراتهم النووية بدلا من القدرة العسكرية الروسية التقليدية الضخمة المعتادة يبدو لي أن ذلك يبرز أهمية حفاظنا على قوة ردع نووي فعالة.. قوة ردع نووية حديثة).
وعززت موسكو من إنفاقها العسكري في إطار جهودها للاضطلاع بدور أبرز على الساحة العالمية بعد الفوضى التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي. وهي تحاول أيضا إصلاح جيشها بحيث يصبح أكثر كفاءة وأفضل تجهيزا. لكن البعض يرى أن الإصلاح يسير بخطى بطيئة. ولا يزال الجيش الروسي يعاني من ضعف المعنويات بين جنود يتقاضون رواتب ضئيلة وقادة مستائين من حالة الجيش.
وقال جيتس إن صعوبة إصلاح القوات التقليدية دفعت روسيا للاعتقاد بأنها ربما تكون أكثر كفاءة في تعزيز قدراتها النووية، وأضاف (روسيا لا تستثمر الكثير في قواتها التقليدية. هذا واضح فعلا ولأسباب عدة). وتملك روسيا (ثلاثي) أسلحة نووية إستراتيجية تتمثل في الصواريخ المتمركزة على البر وفي الغواصات والقاذفات التي يمكنها الوصول للولايات المتحدة، وفي الشهر الماضي تعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بتخصيص أموال للترسانة النووية لدرء المخاطر التي تواجه الأمن القومي.
وقال ميدفيديف لمجموعة من الجنود والضباط بعد أسبوع من توليه منصبه (من الواضح أن مهمتنا في السنوات القليلة القادمة ستتمثل في ضمان حصول قوة الصواريخ الإستراتيجية على كل الأموال اللازمة لأن تكون مستعدة لمواجهة المخاطر القائمة). ومن بين المخاطر التي تحدث عنها نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الذي تريد واشنطن إقامته في جمهورية التشيك وبولندا.
وأثار الخلاف على تلك الدرع الصاروخية توترات بين موسكو وواشنطن دفعت العلاقة بينهما لأدنى مستوياتها فيما يبدو بعد الحرب الباردة.