أعلن المهاجم السويدي هنريك لارسون البالغ من العمر 36 عاماً التحدي خلال كأس الأمم الأوروبية في الوقت الذي يعلن فيه لاعبون كبار اعتزالهم اللعب دولياً بسبب زيادة ضغط المباريات والإرهاق الناجم عن هذا الأمر. وعقب اعتزاله المنافسات الدولية مرتين فإن إغراء المشاركة في بطولة دولية جديدة ورغبة نجله في رؤيته وهو يرتدي القميص الأصفر للمنتخب السويدي ثانية ثبت أنه لا يمكنه مقاومته بالنسبة للهداف الكبير الذي سجل 36 هدفاً في 95 مباراة مع منتخب بلاده.
وقال لارسون في معسكر المنتخب السويدي (الجميع يدرك الأسباب الحقيقية التي دفعتني للعودة ثانية الآن إلا أن الشيء الرئيسي هو أنني أشعر بأنني على ما يرام وأن ما أقوم به هو الأنسب بالنسبة لي). وفي ظل الإجهاد الذي يتعرض له اللاعبون بسبب ازدحام البرنامج المحلي والدولي بدا أن لارسون استثناء من القاعدة. واختار كثير من اللاعبين وضع النادي قبل المنتخب متعللين بالإرهاق البدني وانشغالهم بحياتهم الأسرية والتزاماتهم التعاقدية. وحاول فابيو كابيلو مدرب منتخب إنجلترا إغراء جيمي كاراجر وبول سكوليس للعودة إلى صفوف المنتخب. وحاول جيوفاني تراباتوني مدرب منتخب إيرلندا الجديد الحديث مؤخراً إلى عدد من اللاعبين الإيرلنديين الذين اعتزلوا لكن دون فائدة.
وقال لارسون (عندما قررت الاعتزال لم أكن أعتقد أن بوسعي الاستمرار في اللعب بعدها على هذا المستوى أو أن أشعر بأنني على ما يرام). وأضاف (إلا أنني أعتقد أن الجميع يمتلك الحق في اتخاذ قراراته. لقد اتخذت قراري، وأوضحت الأسباب للجميع).
ولا يعد لارسون الذي يلعب حالياً لنادي هلسينبورج السويدي أكبر اللاعبين المشاركين سناً في كأس الأمم الأوروبية الحالية؛ فقد بات المهاجم النمساوي ايفيتشا فاسيتش أكبر اللاعبين؛ حيث إنه يكبر لارسون بعامين. إلا أنه ونظراً إلى أن فاسيتش لم يعد ضمن الاختيارات الأساسية للمنتخب النمساوي المشارك في التنظيم فإن السويدي لارسون قد يصبح أكبر لاعب يبدأ المباريات عندما تواجه السويد اليونان وإسبانيا وروسيا ضمن منافسات المجموعة الرابعة.
وشكّل ضم لارسون الذي اختير كأفضل لاعب على الإطلاق في السويد ضمن تشكيلة المدرب لارس لاجرباك عقب اعتزاله للمرة الثانية إثر خروج السويد من كأس العالم 2006 مفاجأة اللحظات الأخيرة. إلا أن قرار لاجرباك بضم مهاجم سيلتيك وبرشلونة ومانشستر يونايتد السابق إلى التشكيلة التي ستخوض منافسات كأس الأمم الأوروبية قد منح قوة دفع كبيرة إلى تشكيلة السويد. وقال لاجرباك للصحفيين (إنه يستحق اللعب وأن يكون ضمن التشكيلة الحالية. إنه لاعب خطير ومن المهم وجوده معنا، وسيكون قوة مؤثرة في التشكيلة).
من جانبه أشار المهاجم زلاتان إبراهيموفيتش الذي سجّل آخر أهدافه مع السويد في أكتوبر - تشرين الأول 2005 إلى أنه يأمل أن يتم اختيار لارسون للعب إلى جواره لمساعدته في إنهاء حالة الجدب التهديفي. وأشار الكثير من اللاعبين إلى فعالية لارسون أمام المرمى، فيما ألمح آخرون إلى تأثيره خارج الملعب. وقال أولوف ميلبرج مدافع الفريق: إنه (لارسون) صديق جيد لي خارج الملعب لذا فإنا سعيد لوجوده هنا وأعتقد أن جميعنا يحمل نفس المشاعر. يحدوني الأمل في أن يصنع الفارق معنا في الملعب.
من جانبه قال دانييل ميستروفيتش مدافع الفريق الذي يظهر لأول مرة في النهائيات (إنه لاعب كبير. إنه شخصية عظيمة، وهو يعتني باللاعبين الصغار. إنه لاعب نثق فيه جميعاً ونطلب منه النصيحة). وأشار القائد فريدريك يونجبرج إلى أن لارسون تأقلم مع العديد من طرق اللعب؛ ما سمح له بالمنافسة لفترة طويلة في البطولات الكبيرة. وأضاف: (لقد ابتعد لبعض الوقت إلا أنه من الرائع وجوده معنا. إنه يمتلك الكثير من الخبرة، وربما يقدم مستوى أفضل ويمنح لنا المزيد من الخيارات. بإمكانه التأقلم مع أسلوب اللعب؛ ما يجعله في غاية الأهمية بالنسبة لنا أكثر من أي وقت مضى).