Al Jazirah NewsPaper Monday  09/06/2008 G Issue 13038
الأثنين 05 جمادىالآخرة 1429   العدد  13038
لما هو آت
القاسم المشترك بين أفكارهم
خيرية السقاف

مررت ببعض صحف هذا الفجر... كنت أريد أن أؤكد لي أن ثمة اختلافاً في متغيرات الدافعية نحو فكرة جديدة أو متطلب مُلح... تعكس هذه المتغيرات في أوجه اختلافها وجهاً جديداً للحاجات... وتمنحني الرغبة في الوقوف قليلاً مع المكتوب فوجدتني أذهب إلى البحر ذاته أخوض في لجة خليط لا تكاد تتبين مكوناته ولا تفرز جزئياته...

كما جرت عليه العادة الجميع يتحدثون في الموضوع نفسه ولكل صوته الخارج من حنجرته بلا روية...

صباحي شعرت أنه سيضطرب وسينسحب يومي كله في صداه...

عدت لصفحتي البيضاء ولمعيني الصافي...

أتفكر لماذا يقتل البرماوي في المدينة أمه بمطرقة على أم رأسها...؟

وتساءلت لماذا وزارة التربية والتعليم تحدث بلبلة بين المعلمين والآباء عند دمج الاختبارات في زمن واحد مع الدراسة ومن ثم تمد في وقت الطلاب الصغار وعلى حساب مَن؟ وإلى أين تذهب هذه (الربكة) بأولئك العناصر ومصالح الجميع؟... وتذكرت نظام البناء وهندسة العمار لشوارعنا وبيوتنا منذ أول مرة لفت انتباه قلمي من ثلاثين عاماً ونيف فتساءلت ومنذها ما من مناقش أو مريد...

وما نسيت أن مؤتمر الحوار بمكة المكرمة القائم يدور في كثير من محاور بحت أقلامنا في الكتابة عنها والعيون تنأى عن سطورنا لأنه نأي الصدور...

وسئمت ما يحدث في العراق وما يتصادم حوله الأضداد...

وحزنت على سجناء الوهم... وأسرى الأحلام...

وجمعت على بسطة كفي الكرة الأرضية فهالني نحيبها...

ولم تعد مُرضية كل الأفكار المكررة والموضوعات النائية عن انعطافة الدولاب القائمة بحدتها عن مجرى الإنسانية... والفضائل الراقية... والسلام الروحي والمعاشي...

المفرغة منه زوايا حركة الإنسان الخاصة والشاملة...

وغدت مثقلة على النفس تلك الزخارف والتلميع وطلاء الأبصار بمجون الحياة وتيه الضابط...

وتماماً كما هو الميزان منصوب بين غث وسمين... وجيد ورديء... ونسبي وغير... ومنطقي ولا...

في بيئات كل أولئك من مبدعي القول والرسم والتشكيل... كما هو في بيئات البنائين والمصورين وحافري القبور...

ربما ابتسامات مديدة سوف تسكن الشفاه كلما غرد عصفور وانبجست عن عين الشمس طلعتها وبين أيدينا الصحف كأول وثيقة تثبت خطوة الفكر ومنتهى نبضاته... ومن ثم الامتداد للوثائق السمعية والمرئية الأخرى...

فما من جديد... ودورة الحياة سريعة، والناس يبدون مع لولبة الريح يلفون مع خشاشها...

حيث خريف دائم الامتزاج بمكنونها...

أما الشجر المزهر فيطل من بعيد...

أتلك هي الحياة في عصرنة أوهام كبيرة بحجم الخيالات...؟

أم هي البوتقة التي ستلفظ الزبد...؟

والفرن الذي سيلقم الرغيف...؟

وبأن ثمة أفكاراً ستكون أبهى...؟

وثمة صياغات ستغدو أحلى...؟



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد