شدد معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد في قرار تم تعميمه على كافة قطاعات الوزارة بتعليم البنين والبنات وإدارات التربية والتعليم بالمناطق والمحافظات على عدم استخدام الألقاب العلمية في المخاطبات الرسمية إلا لحاملي الشهادات المعترف بها والصادرة من مؤسسات تعليمية مرموقة ومعتمدة من قبل جهات المعادلة بوزارة التعليم العالي.
وبحسب ما طالعتنا به الصحف، فإن أكثر من خمسين قياديا ومشرفا تربويا وعدداً كبيراً من مشرفي المراكز التربوية على مستوى المملكة سيتم منعهم من استخدام لقب (دكتور) في كافة المخاطبات الرسمية التي تصدر داخل الوزارة، وتضمن القرار الصادر عن معالي الوزير بأن استخدامهم الألقاب العلمية سوف يعرضهم للمساءلة القانونية.
وفي الوقت الذي نثني فيه على هذا التوجه الحازم لمعالي وزير التربية والتعليم فإننا نؤكد على أهمية ألا يقتصر الموضوع على منسوبي وزارة التربية والتعليم، خصوصاً إذا ما علمنا بأن قرار وزير التربية والتعليم قد جاء بناء على قرار من لجنة تدريب موظفي الخدمة المدنية بوزارة الخدمة المدنية، مما يؤكد على أهمية مناشدة جميع المسؤولين في الدولة، وكذلك مؤسسات وشركات القطاع الخاص بالتشدد مع كافة الموظفين الذين لا يترددون في استخدام حرف (الدال) بغير وجه حق.
إنني أتساءل: كيف يمكن أن نساوي بين من عانى وتعب لسنوات طويلة في البحث والدراسة حتى توج جهده وتعبه بالحصول على الدكتوراه، وبين من لم يكلف نفسه حتى عناء السفر لفترة قصيرة، بل إنه لم يكلف نفسه سوى الانتظار عدة أيام أو أسابيع هي فترة تحويل المبالغ للشقة (عفواً الجامعة) التي اشترى منها تلك الشهادة، فكيف يرضى مثل هذا الشخص أن يطلق عليه ألقاب مزورة ومشتراة، الجميع يعرف أنه لم يبذل فيها جهداً ؟ ألا يعتقد مثل هذا الشخص بأنه قد مارس الغش والخداع والتزوير على أهله ومجتمعه وجهة عمله وقبل ذلك نفسه وعلى ربه؟
ومما يثير تساؤلي أيضاً: لماذا هذا التلهف من قبل البعض منا على إلصاق اسمه بحرف (الدال) حتى لو كان ذلك بطرق غير مشروعة؟. فهل الخلل فينا كمجتمع حيث إننا نحترم ونقدر صاحب (الدال) بغض النظر عن مصداقيته ومدى قدرته وتأهيله!!. أم أن إلصاق حرف (الدال) المعطوب بالشخص سيساعده في الحصول على منصب معين أو حوافز معينة في جهة عمله..؟ في ظني أن علينا كمجتمع أن نتصدى لتلك السطحيات والتي بدأت تنتشر لدينا.
كما أن علينا كمجتمع أن ندرك أن في تلك الممارسات هدراً اقتصادياً غير مبرر، وذلك من خلال وضع الأشخاص غير المناسبين في الأماكن غير المناسبة لهم، وما من شك أن انخداعنا بحرف (الدال) المعطوب هو ما دفعنا لذلك.