واشنطن - د.ب.أ
يواجه باراك أوباما تحديا كبيرا متمثلا في توحيد الديمقراطيين بعد معركة شرسة استمرت خمسة أشهر مع هيلاري كلينتون التي كانت تنافسه على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وسيكشف الزمن إذا كان التأييد الحماسي من جانب منافسته السابقة هيلاري كلينتون له سيكفي لإقناع أنصارها المتحمسين بتوجيه دعمهم لاوباما.
وقوبلت هيلارى بمزيج من صيحات التشجيع والاستياء في كل مرة ذكرت فيها اسم أوباما خلال التجمع الأخير الذي عقدته بواشنطن أمس الأول السبت حيث أعلنت انسحابها من السباق الانتخابي وشكرت من صوتوا لها وتعهدت (بتوحيد جهودها) مع أوباما من أجل فوز مرشح الحزب الديمقراطي بمقعد الرئاسة.
وقالت كلينتون: (كلنا نعلم أن المعركة كانت شرسة. لكن الحزب الديمقراطي أسرة واحدة وحان الوقت الآن كي نستعيد الروابط التي تجمعنا سويا كي نلتف حول المبادئ التي نؤمن بها والقيم التي نعتز بها والوطن الذي نحبه).
وتحدثت كلينتون عن رسالة أوباما الملهمة لكثيرين و(تفاؤله) وما يمثله من (علامة فارقة) في تاريخ المجتمع الأمريكي بعد أن أصبح أول أمريكي من أصل إفريقي يقود حزبا سياسيا كبيرا في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري في الرابع من تشرين ثان/ نوفمبر المقبل.
لكن أنصار كلينتون في التجمع الأخير لم يكونوا على نفس القدر من الحماس.
وكان معظم مؤيديها جزءا من حملتها الانتخابية منذ بدء الانتخابات التمهيدية من ولاية لولاية في كانون ثان/ يناير الماضي.
وقالت ميجان تومبسون (26 عاما) التي تركت وظيفتها في واشنطن للانضمام لحملة كلينتون في كانون أول/ ديسمبر الماضي: (إنني غير متحمسة لاوباما).
وقالت تومبسون: إنه من غير المحتمل أن تفعل الشيء نفسه مع أوباما. ورغم وجود بضع اختلافات مهمة بين ممثلي الحزب الديمقراطي حول عدد من القضايا اعتقد أنصار كلينتون أن مرشحتهم تحظى بفرصة أفضل في الوصول للبيت الأبيض ويتساءلون إذا كان أوباما الذي لا يزال في فترة ولايته الأولى بمجلس الشيوخ يملك ما يكفي من الخبرة للفوز في انتخابات تشرين ثان/ نوفمبر المقبل وقيادة البلاد.
وكان أوباما عضوا ببرلمان ولاية الينوي حتى انتخب عضوا بمجلس الشيوخ عام 2004م.
أما منافسه الجمهوري جون ماكين (71 عاما) فهو أحد أبطال حرب فيتنام وانتخب عضوا بمجلس الشيوخ لأول مرة عام 1986م.
ويأمل ماكين الذي يعتبر مرشح يمين وسط معتدل معروف عنه النضال من أجل حزبه أن ينجح في اجتذاب أنصار كلينتون غير المؤيدين لاوباما إلى صفوف الحزب الجمهوري.
وناضل أوباما في العديد من الانتخابات التمهيدية مع قطاعات من الناخبين تلعب دورا جوهريا في تحديد مصير المرشح الديمقراطي وتشمل الطبقة العاملة وكبار السن وبعض الجماعات الديموغرافية ولا يزال يتعين عليه أن يقنع بعض مجموعات أخرى من الناخبين بأنه يمثل نفس القيم التي عرفوها في هيلاري.