بيروت - وكالات
شدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس السبت في بيروت على أن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والاغتيالات الأخرى التي استهدفت عدداً من الشخصيات المناهضة لسوريا يجب ألا تبقى دون عقاب.
وقال ساركوزي في كلمة ألقاها خلال مأدبة غداء أقامها الرئيس اللبناني ميشال سليمان على شرفه في قصر بعبدا الرئاسي (سنبقى إلى جانبكم؛ حتى لا يظل مقتل رفيق الحريري وسلسلة الاعتداءات الطويلة التي استهدفت منذ تشرين الأول - أكتوبر 2004 عدداً من صفوة أبناء لبنان دون عقاب).
وردد (يجب أن يدرك القتلة أنه سيتوجب عليهم دفع الثمن). مضيفاً (هذا كل المغزى من إنشاء المحكمة الدولية).
إلى ذلك دعا نيكولا ساركوزي الذي يقوم بزيارة إلى بيروت أمس السبت اللبنانيين إلى المصالحة والحوار بعد الأزمة السياسية التي واجهها بلدهم وأدت إلى صدامات عنيفة.
وقال ساركوزي في كلمة بعيد وصوله إلى مطار بيروت في زيارة استغرقت ساعات إن (الرئيس ميشال) سليمان يتحمل المسؤولية الكبيرة بإنجاز المصالحة الوطنية، ومن الأساس لذلك أن تترجم كل القوى السياسية اللبنانية التزامها بالتحاور على أرضية الواقع.
وساركوزي هو أول رئيس دولة غربية يلتقي سليمان منذ انتخابه في 25 أيار - مايو بعد فراغ في سدة الرئاسة استمر ستة أشهر.
وكان ساركوزي وصل إلى بيروت في زيارة يرافقه فيها رئيس الوزراء فرنسوا فيون وقادة الأحزاب السياسية الفرنسية الرئيسية تعبيراً عن دعم فرنسا للبنان بعد الأزمة السياسية التي شهدها، والتي أفضت إلى اشتباكات وأعمال عنف. وكان في استقباله الرئيس اللبناني برفقة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لدى وصوله إلى مطار بيروت في الساعة 10.15 بالتوقيت المحلي (7.15 تغ).
وكان بين المستقبلين أيضا في المطار وزير الخارجية برنار كوشنير. وأطلق الجيش اللبناني 21 طلقة مدفعية على شرف ساركوزي فيما كان يصافح نظيره اللبناني. وتابع ساركوزي أن (لبنان شهد أزمة خطيرة وشللاً في مؤسساته استمر أشهراً طويلة. واليوم وبفضل جهود الجميع، جهود الجامعة العربية وقطر وفرنسا، أتاح اتفاق الدوحة حلحلة الوضع وإرساء قواعد مصالحة حقيقية)، في إشارة إلى الاتفاق الموقع بين الأطراف اللبنانيين في 21 أيار - مايو.
من جهته رحب سليمان في كلمته بساركوزي والوفد المرافق له، معتبراً أن (زيارتكم تؤكد عمق علاقات الصداقة والثقة والقوية التي صقلها التاريخ بين فرنسا ولبنان). وقال إن (لبنان أثبت التزامه الوثيق بتلك القيم الإنسانية الكبرى التي تمثلها الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة). مؤكداً أن (التزامنا في محاربة الإرهاب وكل شكل من أشكال التطرف، أثبتناه وما زلنا). والتقى ساركوزي والوفد الفرنسي قادة من 14 حزباً لبنانياً ومنها حزب الله.
في المقابل، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ساركوزي لن يتفقد كما كان مقرراً القوات الفرنسية المنتشرة في إطار قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) حفاظاً على (الطابع السياسي حصراً) للزيارة.
من جهة أخرى أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن (صفحة جديدة ربما تفتح في العلاقات بين فرنسا وسوريا)، وذلك في مقابلة مع ثلاث صحف لبنانية. وقال ساركوزي في هذه المقابلة التي نشرتها أمس السبت صحف لوريان لوجور (تصدر باللغة الفرنسية) والنهار والسفير (اليوم، صفحة جديدة ربما تكون على طريق أن تفتح بين فرنسا وسوريا).
وأضاف (منذ وقت طويل، حال وضع العرقلة والأزمة اللبنانية دون استئناف حوار تدريجي)، ولكن مع انتخاب رئيس لبناني جديد بعد اتفاق الدوحة (فإن الأشياء ربما تكون على طريق التغيير. هذا على كل حال ما أتمناه).