الأنباء التي تصدرت مداولات مجالس الأخبار قبل أيام أبرزت إلى السطح اسم سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد ولكن هذه المرة في مجال لم يكن سموه بعيداً عنه.. ولكن الجديد أن يبوئه أعضاء الشرف بالنادي العاصمي العريق الهلال منصب رئاسة الكيان الأزرق لقيادة المرحلة المقبلة المليئة حتما بزخم وافر من التحديات والإنجازات التي تنتظر مسيرة النادي.
والاختيار نفسه يعزز مرة أخرى تلكم المكانة المميزة التي حازها الأمير عبدالرحمن بن مساعد في ذهن الكثيرين، حيث تنطوي شخصية سموه على تنوع شديد الجاذبية يتوزع على الإبداع الشعري الخلاق الذي جعله أحد أكثر منتجي الكلمة الموحية تأثيراً على الذائقة الفنية، ومشاركاته المستمرة والمثمرة في ميدان العمل العام أضفت ملامح جديدة للأفكار التي تتبناها وتطلقها تلكم التجمعات وحفزت المجتمع إلى المزيد من صور التكافل والتضامن حول الكثير من الأفكار الخيرية التي تعج بها بلادنا العزيزة.. أما حضوره الاجتماعي النشط فقد عكس قدراته الإنسانية الوافرة في توظيف المميزات الشخصية في إطلاق الأفكار الملهمة لدعم حركة المجتمع وتحولاته الإيجابية في شتى المجالات.
والانتماء الرياضي لدى سموه منظومة رائعة من ثقافة الانحياز لكل ما يؤدي إلى تعزيز الأداء وترقية أدواره والإعلاء من قيمة السلوك الرفيع وضبط الانفعالات الخارجة عن المألوف والتشديد على الانخراط ونبذ التعصب والتركيز على توسيع قاعدة الاحتفاء بجماليات الفنون الأدائي وتغليبها على ضيق الأفق الذي يصادر كل إمتاع في حياتنا والانشغال معاً في صناعة سيناريوهات جديدة للانتماء الحقيقي لمنتخبنا بعيداً عن خلط الألوان الذاتية بلون الوطن الكبير.
ثمة ملمح مهم جداً يتيح لك الاقتراب من سمو الأمير عبدالرحمن اكتشافه وهو ذلك البعد الثقافي المتعدد الجوانب في شخصية سموه في قراءته الناصعة لتراث الشعر العربي وفي سرده لكثير من جواهر الأدب من ذاكرة مميزة بل وتمكنه من هضم مراحله والإلمام بمراتبه وهو الأمر الذي ساعده على تجريب النظم الشعري على الطريقة الخليلية بتلكم الشفافية والمتعة التي يتيحها لجلسائه وحاضري مجلسه.. فضلا عن مكانته المعروفة كلاعب أساسي في ميدان الشعر الشعبي ليس كمجرد ناظم بل كأحد الذين أسهموا إسهاما بعيدا في إطلاق الطاقات الجمالية الملهمة للقصيدة العامية وإعادة الاعتبار للمفردة المتداولة عبر تحويلها إلى حالة شعورية خاصة وإحساس يفيض بالرقة والعذوبة.. إن دوره في تشكيل ذائقتنا بجماليات محيطنا لا يمكن إغفاله أبدا وذلك من خلال إسهاماته المعتبرة في تشكيل باقة جذابة من القصائد التي تداخلت وعكست بصدق رائع وجداننا الجمعي.
وتواضع سموه الجم من ضمن مفردات شخصيته التي تنطوي على العديد من المآثر وهو ثمرة قيم تربوية عكف عليها وثابر على تحويلها إلى منظومة من الآداب السلوكية والمواقف والعادات اليومية سمو الأمير الوالد مساعد بن عبدالعزيز حفظه الله.. أما ذلك الجانب الإنساني الوضيء في شراكة الأمير عبدالرحمن لملتقيات الخير دفعا بالكلمة المحفزة للآخرين واجتذاب دعمهم لكل مشروع خيري وبذلا وإنفاقا واسعا يتقدم به الجموع فهو جانب قوي الحضور واسع التأثير.. وفي كل ذلك تتجلى مهارات التنشئة ودلالات التوجيه والتدريب والحث على ما يعزز قيمة الإنسان كوجود يفيد الآخرين التي أرسى دعائمها وأقام ركائزها سمو الأمير مساعد بن عبدالعزيز.
إن إحساساً حافلاً بالمودة والألفة والمكاسب الذهنية المثمرة هو ما تخرج به عندما تلتقي سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد وهي إضافات شخصية مهمة وسياحة مجانية بين آثار المعرفة ومواقف الرجال وصدق القول والفعل يحرص عليها الكثير من محبي سموه وحاضري مجالسه العامرة بكل خير وإنسانية.. إنها تفاصيل ممتدة من المباهج والمسرات يحاول كل واحد منا إعادة قراءتها بالصورة التي تضفي عليه أفكاراً جديدة للتآلف مع الحياة.
عبدالله بن صالح آل سالم - الرياض