واعجباه...مقال هنا جيء عن نماذج من البشر كثيراً ما يقابلها المرء فتترك دهشة في محياه...
وأسئلة فوق لسانه... وغصة في حلقه... حين يقارنها بالطيبين اللينين الرفقاء المتقين ظلماً والمتجاوزين ذاتاً
سرعان ما تضيعهم زحمة الحياة وكثافة الخليط... هذا المقال نشر في عدد الجمعة 18-5-1429 ثم توالت تعقيبات القراء... وهي مؤشرات لكل من يحرص على قراءة المشهد النفسي للإنسان... ولكل من ينقب عن فجوات التنفيذ في مجالات العمل ومقاعد القرارات... ولئن جاءت أكثرها بلا أسماء فلأن الخيبة تملأ الصدور والعبث بالغ في المواجهات اليومية بين الإنسان والآخر بقدر تضيع معه الثقة ويفرط بالأيام في تركيبتها تراكماً لعمر يذهب هباءً ولجهود تضيع سدى...
هذا في جانب النماذج في بيئات العمل...
ناهيك عنها في الحياة الخاصة بين الأهل والأقرباء.. وبين الصحب والرفقاء...
أختار منها شريحة من القراء وبين عيونكم أنثر حروفهم:
* أبو علي يقول: (واعجباه كيف سيدتي جمعت كل هذه الوجوه؟ لقد لذعتني سياطهم وكوتني حتى وصلت معدماً من كل شيء الثقة والمال والعمل إلى المصحة النفسية. عشر سنوات أعالج من ألم الظلم من الآخرين من مثل (رئيس يكبد مرؤوسه جهداً ويستريح في دعة) الذي جاء في مقالك... ولي ثلاثة شهور خارج المصحة. سوف أتابع ما تكتبين وسأضيفه لعلاجي أشكرك. أنت تكتبين ماهو لي بصيص من أمل)...
* سعاد. د. تقول: (والله إن مقال واعجباه بكل النماذج فيه من الخيرة والشريرة مررت بها وأخيراً أجلس الآن (بكومة لحم) أربيهم وأنا أتحسر على ثقتي وغبائي)...
* محروم من حصاد 23 عاماً يقول: (مع الإجلال لكل حرف من مقالك (واعجباه) و..... و..... لكن هل لأصحاب القرار في جهات أعمالهم أعين تقرأ أو عقول تفقه؟.. لا أظن يا سيدتي! لي معاناة عمرها عشر سنوات ولم أجد أذناً صاغية فحرمتني حصاد 23 سنة من خدمة فقررت الانطواء بعد الإحباط والاصطدام مع رئيس العمل.. قد لا تفهمينني لقد اعتبرت رسالتي إليك كرسالة بقنينة رميتها في بحر)...
* شيخة تقول: (مقال وضع يدنا على معترك الحياة...)...
* عبدالله الحميد يقول: (صدقت، وسلمت يداك و..., فكم يعاني المجتمع من هذه النماذج؟ وفقك الله)...
+++ د. بنت الزمان: (حصلت على أعلى الدرجات وما كانت هماً لي ولا غاية, وأول من واجهني النماذج التي أقول كلما قابلتني: واعجباه, المركز الوظيفي يغير قلوب الناس ويلغي عمل نفوسهم لأنهم يتحولون من الغيرة إلى شبه مخلوقات أخرى وعندما أسأل طيب أين عقولهم أجدها في استراحة ودعة داخل أدراجهم... والله نكأت جروحي. في يوم ذهبت لبيتي ومزقت درجة الدكتوراه والمصادفة العجيبة أنني كنت أخبرت ولدي بأنها مصدر شقاء في العمل لأنها كشفت لي أقنعة وجوه مخيفة فأخفى الوثيقة الأصلية لأنه كان متيقناً أنني سأمزقها في لحظة يأس وغضب. وعندما طلبوها في موقف إلزامي أنقذني ابني بالأصل. فلا وجودها يريح ولا عدمه يريح لكنها كما قرأت لك قبل سنوات عبارة (مأزق أخلاق). شكراً لك لأنك تمسحين على جروحنا دكتورة خيرية)...
***
واعجباه...
هذه أصواتهم الداخلية فتتبعوا صداها ما استطعتم...
ولا تجعلوها تذهب لقاع البحر حيث ألقوها...
وإن لم تفعلوا، فواعجباه....!!