جميع البشر في هذه الأرض يمتلكون إحساسا كامتلاكهم قلبا ينبض يشير للحياة، يتضايقون وقد يفرحون، يقلقون وقد يفجعون، ويبتسمون وقد يتجهمون.. كل منا يتشارك في امتلاك الأحاسيس ذاتها وإن تفاوتنا في مقدارها، نعرف هذه الحقيقة جازمين جيدا، لكننا مع هذا قد نعصف بهذه الحقيقة بعيدا عنا في حالات ليست حتما دائمة ومع هذا تظل تبعدنا عن البصيرة فنكيل اتهامات مجحفة للآخرين ونقدح بما مضى لنا معهم من مواقف جميلة بسبب موقف طارئ ما..
نعتزلهم هربا ونقضي أيامنا كمدا ونطوقها بضيقة مبدؤها لوم لهم ولنا.. ونستطيل بأفكار تطبع عالمنا بغبار لا يمكننا من الرؤية بإنصاف وحق.. غير أنه يزيد عالمنا قتاما..
وقد نخسر دنيانا وأخرانا بالتمرد عن طبيعتنا فنتمنى الموت جهلا بأنه قد يكون المنقذ لنا !كيف هذا ونحن لم نقضِ حياتنا إلا بالكسل والكدر والاعتراض على القدر..!
هي حقائق لا بد لنا ألا نناقض طبيعتنا بها:
- عزلة الناس مهما كانت الظروف لم تكن يوما مطلبا ولن تكون.
- جميع من حولك بأعراقهم وأجناسهم كافة يمتلكون ما تملكه كإنسان لكنهم يتفاوتون في المقدار وهذه حكمة من أوجدهم سبحانه وتعالى.
- يندر أن يستقصدك أحدهم بالسوء أمامك مباشرة فلم تكلف نفسك عناء تحوير الكلام والنوايا على غير ما يشاء بها فلكل الناس سقطاتُ لسان كما لهم زلاتُ أقدام لا يرغبون بها.
- إن لم يتفهمك الآخرون حاول أن تتفهمهم وتكون الأجدر والمعلم لهم.
تلك الحقائق لكي تنعم براحة أبدية وتتفكر في خلق الرحمن وتتعلم في هذه الحياة أكثر مما تأمل به.. وتبتعد عن العيش في صراع.
يقول أحد الحكماء:
إنما الناس جميعا كلهم أبناء جنسك..
غير عدل أن توخي وحشة الناس بأنسك..
فلهم نفس كنفسك ولهم حس كحسك..
هدى ناصر الفريح