عندما يستفزك أحدهم بكلمة وقبل أن ترد عليه وتشبعه شتما.. قف وتأمل.
* إذا لم تنفذ الخادمة ما طلبتيه منها كما تريدين وقبل أن توبخيها.. قفي وتأملي.
* عندما تعود إلى منزلك مرهقا وقد تضورت جوعا وأنهكك التعب ثم تتفاجأ بتأخر الغداء فقبل أن ترفع عقيرتك بالصياح أو السب.... قف وتأمل.
* إذا كنت في مجلس وقد شرع الآخرون بذكر غائب بسوء وهو مصنف عندك من ضمن (الخصوم) وقبل أن تندفع للكلام فيه وأكل لحمه ميتاً... قف وتأمل.
* إذا همست إحدى طالباتك في الفصل وأنت تشرحين الدرس مع جارتها وقبل أن ترمي عليها الطباشير وتصرخي فيها... قفي وتأملي.
أخي الكريم أختي الكريمة مما اتفق عليه أن العقلاء هم الذين يملكون القدرة على ضبط مشاعرهم والسيطرة على انفعالاتهم مهما كانت قوة الضغوطات وشراسة المؤثرات.. يقول صاحب العادات السبع: (السابع: كنت أتجول في إحدى المكتبات القديمة في هاواي وبينما أنا أفتش في بعض الكتب القديمة وإذا بعيني تقع على عبارة شكلت منعطفا خطيرا في حياتي وهزتني من الأعماق وكان نصها: (اجعل بين المؤثر والاستجابة مسافة!)
عندما دعوتك في المواقف السابقة بأن تقف وتتأمل إنما أدعوك أن تكون سيدا لنفسك لا منقادا لانفعالاتك! أو أسيرا لحماقات الآخرين! أو سجينا لبرامج عقلية مشوهة!
إن الأشخاص الذين يبادرون بالاستجابة عند حدوث أي مؤثر إنما يحرمون أنفسهم من نعمة عظيمة ألا وهي نعمة الاختيار!
إن وقوفك وتأملك بترك مسافة بين المؤثر (كلمة جارحة - سائق أخطأ عليك - تأخر الغداء) وبين الاستجابة.. هي بإذن الله ضمانة لتصرف سليم بلا ندم، وتلك المسافة التي ستصنعها بين المؤثر والاستجابة ستحضر فيها قيمك ومبادئك، سيحضر فيها فن الاعتذار للآخر، جمال العطف عليهم كما أنك ستستحضر أخطاءك المشابهة وكذلك مهارة إعادة تأطير الموقف وذلك برؤية الزوايا الإيجابية فيه.
دعنا نعود للمشاهد السابقة وما هو السيناريو المتوقع عندما يتولى عقل الثدييات (العقل العاطفي).
قيادة الموقف حيث إن الرسائل الخارجية تصله أولا فإن تولى زمام الأمور من حيث مباشرة ردة الفعل فغالبا أنه سيجنح إلى الانفعال وسوء التصرف والنتيجة هي صناعة شخصيات هزيلة ذات مواقف مهزوزة ومن ثم التورط في المزيد من المشكلات، والاصطلاء في أتون الندم..
يقول الشيرازي -رحمه الله-: على النابل أن يتأنى، فالسهم متى انطلق لا يعود.
أما في حالة وضع مسافة بين المؤثر والاستجابة فيعني هذا إتاحة الفرصة لما يسمى بالعقل الواعي (القشرة المخية) لتأمل وتقييم الموقف وتبصر العواقب ومن ثم اختيار ردة الفعل المناسبة، وفيه ستجد نفسك قد استفدت من نعمة الاختيار وتحديد ردة الفعل بعد تأمل وستجد نفسك قد ارتقيت إلى مرتبة عالية مرتبة يوجد فيها العظماء وهي مرتبة المسؤولية التامة عن التصرفات والاختيار الكامل لردات الفعل تاركا ذلك القاع الذي كنت تتستر فيه برداء التبرير وتختبئ خلف ستار الأعذار ومعها ستجد نفسك قد أحكمت السيطرة على حياتك فلا تجعل تصرفاتك تحت تأثير حماقات البعض وسوء أفعالهم ولا تترك فرصة لنقص الآخرين ونقاط ضعفهم أن تنال من مزاياك ونقاط قوتك ولا أن تستدرجك في معارك الفائز فيها مهزوم!
ومضة قلم
ليس إنسانا متمدنا ذاك الذي تراه دائما على عجل
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244
khalids225@hotmail.com