مما لاشك فيه أن من الحب ما يعمي العيون!!، نجد ذلك جلياً في الحياة الزوجية فمن الأزواج من لا يرى عيوب زوجته وأخطاءها وربما زللها، وكذلك من الزوجات من لا ترى عيوب زوجها وأخطاءه وربما زلاته!!، وهذا سبب تفشي المنكرات داخل البيوت!!، فالزوجة تطلب من الزوج أن يفتح البث الفضائي دون حسيب أو رقيب حتى ترى ما تريد متى ما شاءت وكيفما شاءت!!، وبذلك يتخلى ذلك الزوج عن أمره لها في ذلك بالمعروف ونهيه لها عن المنكر وهنا تكمن المشكلة، وكذلك من الأزواج من لا يأمر زوجته في لباسها أمام الناس بالمعروف ولا ينهاها عن المنكر بحجة أنه يحبها ولا يريد أن يكدر عليها وبذلك تخرج للنساء في كل مرة ببدعة جديدة وتعر جديد يفوق ما سبقه، ومن الأزواج من يتخلى بالكلية عن أمره ونهيه لزوجته حتى يخيل إليك وأنت تنظر في أحوالها وحالها أنها امرأة عزباء!!.
وفي الجانب الآخر من النساء من لا تأمر زوجها بالمعروف ولا تنهاه عن المنكر فتجده على سبيل المثال لا يصلي ومع ذلك لا تأمر بالمعروف ولا تنهاه عن المنكر بحجة أنها تحبه ولا تريد أن تكدر مزاجه!!، أو تجده يشرب الخمر في جلساته مع أصدقاء السوء ولا تتخذ معه شيئاً لا خوفاً منه بل حبا فيه، هذا على سبيل المثال لا الحصر!!.
لاشك أن غياب شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن الحياة الزوجية نذير شؤم ومؤشر على فساد تلك الحياة الزوجية مستقبلاً فغالبا أن كل زوج وزوجة لا يقيمان هذه الشعيرة العظيمة في حياتهما تجد أن حياتهما تنتهي بالضنك والضيق والمشكلات فيضرب قلب أحدهما بقلب الآخر وتنشأ المشكلات ومن ثم تتعقد وتنتهي حياتهما إما بانفصال تام أو بانفصال في المشاعر والأحاسيس ولو كان تحت سقف واحد، لأن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معصية لله وكل عاصي مآله الضيق والضنك فقد قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}
وفي المقابل نجد أن الزوجين اللذين يقيمان حياتهما الزوجية على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نجدهما يعيشان عيشة راضية ومطمئنة لا شقاق فيها ولا هم ولا كدر، فإن رأته تاركاً لمعروف أمرته به، وإن رأته مرتكباً لمنكر نهته عنه، وكذلك هو إن رآها قد تركت معروفاً أمرها به، وإن رآها قد ارتكبت منكراً نهاها عنه وهذا هو كمال الحب بين الزوجين فالحب الخالص والحقيقي هو أن تحب لحبيبك ما تحب لنفسك وتكره له ما تكرهه لنفسك، بل الرحمة لكل زوجين يأتمران بالمعروف وينتهيان عن المنكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً قام من الليل يصلي وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء)!!.
بئس الحياة الزوجية التي تبنى على ترك خيرية الأمة، وأنعم بتلك الحياة إذا بنيت على التواصي بهذه الخيرية، فالسعادة هي بطاعة الله جل وعلا واتباع أوامره واجتناب نواهيه!!.
amaljardan@gmail.com