Al Jazirah NewsPaper Friday  06/06/2008 G Issue 13035
الجمعة 02 جمادىالآخرة 1429   العدد  13035
في جلستهم الثالثة أمس بمكة المكرمة
المشاركون في المؤتمر يناقشون أمس منهج الحوار وضوابطه

مكة المكرمة - عبيدالله الحازمي - عمار الجبيري - فهد العويضي

استأنف المشاركون في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مناقشاتهم لمحاور المؤتمر حيث عقدوا جلستهم الثالثة صباح أمس الخميس برئاسة فضيلة الشيخ محمد علي تسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران وذلك بحضورالمفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ومعالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام للرابطة.

وناقش المشاركون في هذه الجلسة المحور الثاني الذي يبحث في (منهج الحوار وضوابطه) حيث عرض ثلاثة من الباحثين بحوثهم وأوراق العمل التي أعدوها وعرضوا فيها مرئياتهم لعلاج المحور وعرض مقترحات المنهج وضوابطه.

وفي بداية الجلسة عرض معالي الدكتور أحمد محمد هليل قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية بحثه وعنوانه (منهج الحوار وضوابطه) بين فيه أن ضوابط الحوار تقوم على أصول رسخها سلفنا من العلماء الذين بذلوا الجهود في تمحيص الآراء المتباينة وتجلية الإشكالات المتوقعة دون تحول الحوار إلى مهاترات.

وحدد معاليه أحد عشر ضابطاً للحوار هي الإنصات والاستماع وتجريد الأفكارو ترك المراء وتفاخر لا تنافر والصدق والوضوح والعلم والعدل والتحاور العلمي و الحجة الراسية ونبل وغايات الحوار وخلاف بلا اختلاف وأن يكون محل الحوار صحيحاً.

وأكد الدكتور هليل أن الحوار القائم على أساس من المنهجية والحياد يساعد في اتخاذ القرار الصائب في أغلب الأحيان.

وكان المتحدث الثاني في الجلسة الثالثة الدكتور ماجد بن محمد الماجد الأستاذ بجامعة الملك سعود الذي عرض بحثاً بعنوان (الحوار بين اتباع الأديان ضوابطه وآدابه) واستعرض فيه الضوابط الشرعية للحوار مشيراً إلى أن من أهمها التمسك بالثوابت الشرعية وبيان المراد بحوار الأديان والمنهجية العلمية و اعتماد الدليل والبرهان وحوارأتباع الأديان لا وحدة الأديان والتكافؤ في فرصة الحوار والبعد عن التسرع في إصدار الأحكام وحسن الاستعداد والبلاغة والايجاز والقبول بسنة الاختلاف وتجنب الهوى ونبذ التعصب وترك المراء واللجاجة.

وأوضح الدكتور الماجد أن من آداب الحوار الصدق والإخلاص والتسليم للحق والقبول به وتجنب اللدد والأخذ باللين وحسن الاستماع والانفتاح على الآخر. وبين المتحدث الثالث في الجلسة الثالثة فضيلة الشيخ الدكتور منقذ بن محمود السقار الباحث في إدارة الدراسات والمؤتمرات في رابطة العالم الإسلامي والمتخصص في موضوعات الحوار في بحثه بعنوان (إشكاليات الحوار ومحظوراته) أن الحاجة اليوم إلى ثقافة الحوار في عالم أصبح قرية صغيرة تتلاقح فيها الثقافات تزداد يوماً بعد يوم مشيراً إلى ضرورة تأصيل آدابه وتحديد محظوراته ومشكلاته التي تجاوزت الطرح النظري.

بعد ذلك عرض فضيلته رؤيته حول التعاون مع غير المسلمين مبيناً أن الحوار مع الآخرين لا يمكن التنكب ولا الإعراض عنه حيث إنه مطلب ديني إذ هو باب من أبواب الدعوة والتعريف بالحق الذي هدانا الله إليه ذلك أن من واسع رحمة الله أن وضع بين أيدينا خاتمة شرائعه وجعل مبناها على رعاية مصالحنا في المعاش والمعاد.

وقال إن مصالحنا في الحوار مع الآخرين والتنسيق معهم تزداد بقدر ما تعانيه البشرية في القرن الحادي والعشرين من تحديات تتهدد الجنس البشري بأممه المختلفة وتستهدف استقراره على هذا الكوكب.

وأكد فضيلته أن الإشكالات التي تقف في طريق الحوار لا تعني بحال من الأحوال الامتناع عن الحوار الذي يمليه فقه السياسة الشرعية والذي بني في كثير من أحكامه على رعاية مصالح الأمة.

وكان المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار قد عقد جلسة عمله الأولى مساء أمس الأول برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد.

وخصصت الجلسة لمناقشة المحور الأول للمؤتمر/ التأصيل الإسلامي للحوار/ حيث تحدث في الجلسة المدير التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الدكتور سعد بن علي الشهراني عن الحوار في القرآن والسنة (الأسس والمنطلقات) وأكد فيها أن المحاور المسلم لا ينطلق في حواراته من فراغ بل له أهداف سامية معلومة إذ أن أهداف الحوار هي ثمرته وغايته المطلوبة وبتحديد هذه الأهداف تتضح موضوعاته وأساليبه وعليه فإن الحكم على الحوار حرمةً وجوازًا وتقويماً نجاحًا وفشلاً قوةً وضعفًا إنما يكون بمعرفة أهدافه، فالقاعدة الشرعية تنص على أن الأمور بمقاصدها وبدون تحديد هذه الأهداف يبقى الحوار ضياعًا للوقت وهدرًا للطاقات وإشغالاً للأمة بما لا يرتجى منه فائدة.

وأشار إلى أن المتتبع لحوارات النبي صلى الله عليه وسلم سواء مع أصحابه أو مع المشركين أو اليهود والنصارى أو الملوك والأمراء سيجد أن لها أهدافًا عظيمة ربانية ترتقي وتترفع عن الأهداف الأرضية المادية التي يسعى لها بعض البراجماتيين والنفعيين.

وقال (مما يؤسف له أنه دخل باسم الحوار والدفاع عن الإسلام من ليس مؤهلاً لذلك) مؤكداً أن الدعاة إلى الله مطالبون بإقامة الحجة وإبلاغ الرسالة للناس كافة فلا بد لهم أن يتسلحوا بعلم ويحذروا من الوقوع في شِراك المحاورات الجدلية التي لا طائل منها.

كما تحدث مسؤول الشؤون الدينية بالمؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور اسعد محمود السحمراني عن (تجارب من الحوار الحضاري عبر التاريخ) مشيرا إلى انه حصلت قفزات سريعة في عالم الاتصال بفعل التقدم التقني وقد فرض ذلك قدراً من الانفتاح والتواصل بين الأمم والمجتمعات لم تعهده البشرية من قبل كما أن تطور وسائل الاتصال فرض تحديات فكرية وقيمية تحتاج لأنماط من الاستجابات مما يثمر مسارات حضارية غير مسبوقة وقد برزت عناوين لم تكن معهودة مثل صدام الحضارات والفوضى ونهاية التاريخ.

وقال (إن الواقع المحيط بالعلاقات بين الأمم والشعوب تغشاه حالات من التوتر تسببها حالات التجاوز والتطاول أو ما حصل وما يحصل باستمرار من أشكال العدوان والظلم الذي وصل بعضه إلى حد احتلال أرض أو استباحة حرمات أو طرد مواطنين من ديارهم أو نهب ثروات أو نشر قواعد عسكرية توزع الرعب في كل الاتجاهات أما على الصعيد الديني والأخلاقي فقد عمدت مدارس تخريبية إلى نشر المفاسد والرذائل باسم الحرية الفردية وحقوق الإنسان).

ثم تحدث رئيس الجامعة الخالصية بالعراق الدكتور جواد محمد مهدي الخالصي عن (تجارب من الحوار الحضاري عبر التاريخ)حيث قال (لقد بنيت كل الدعوات البشرية عبر التاريخ على بدايات حوارية قام بها أصحاب تلك الدعوات أو الذين اقتنعوا بها لإقناع أكبر عدد من الناس بصوابية الأفكار والمناهج العملية التي تؤسس عليها ورسالات السماء التي حملها الأنبياء العظام بنيت على أسلوب الدعوة ومحاولات إقناع أوسع وبتحمل وصبر طويلين ويتناسب كل ذلك والقناعة العميقة التي حملها الأنبياء الكرام عن تلك الدعوة وقدسية الواجب الملقى عليهم).

وبين أن القران الكريم تضمن إشارات واسعة لهذه الحوارات بل تعددت الإشارة إلى الحوار الواحد أحياناً إذ تم ذكره بأساليب متعددة أو من خلال مواقع مختلفة يمكن النظر منها إلى تلك الحوارات للحصول على أكبر قدر ممكن من التأثير الايجابي الذي ينفع الإنسان ويسهل له طريق الوصول إلى الحق.

وأكد أن تجارب الحوار الحضاري قد بنيت في ضوء الممارسة الإيمانية التي واكبت حركة الرسالات الإلهية كما بنى العقلاء من الناس ومن أتباع الرسل والأنبياء ومن غيرهم طريق الدعوة على هذا المنهاج وأدى هذا إلى قيام تجارب حوارية كثيرة في عصور التاريخ.

كما عقد المؤتمر جلسته الثانية برئاسة رئيس البرلمان في اندونيسيا الدكتور نور محمد هدايت وحيد.

وخصصت هذه الجلسة لمناقشة موضوع (محددات الحوار ومصطلحاته الشرعية) حيث تحدث فيها كل من الأمين العام للمركز العالمي للوسطية في الكويت الدكتور عصام أحمد البشير والمشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم الدكتور سلمان بن فهد العودة. وسيواصل المؤتمر يوم غد عقد جلساته لمناقشة بقية محاوره.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد