للرجال مواقف يحمدون عليها كلما وافقت القصد وأثمرت، وللنساء عواطف لا تنفك عنها وتصيب بطبعها اللطيف من خلالها كثيراً، وقليلاً ما تشطح بها العاطفة فتكون زلة من عرف باللين والرقة محسوبة عليه أكثر من غيره, وهذا من أسرار وعجائب طباع النساء؛ والصفات التي يتزين بها الرجال قد تكون بصورة باهتة غير متناسقة حين تكون لدى إحدى النسوة، فالفتوة وكمال الأجسام مثلاً قد لا تضفي على المرأة مسحة جمالية كما تضفيها الرشاقة المتوازنة والنعومة غير المتكلفة، وهذه النعومة لو حاول الرجل تقمصها لكانت مشينة له وغير مقبولة في أي زمان ومكان، ومثل ذلك المبالغة في التجمل للرجل فهي مأخذ عليه بينما هي عند المرأة ملفتة فقط، وأغلب الرجال تجدهم يحاورون ويناقشون فيما يعرض من اختلاف بالآراء بينما المرأة غالباً تجادل جدلاً وحين تنكشف لها الحقائق تجدها تماري في المسألة تشدداً في الموقف وتصلباً بالرأي ومعلوم لدى أهل اللغة مدى الفرق بين المحاورة والمجادلة والمراء؛ وإن سلسلت الأمور والوقائع وحاولت معرفة موقع الرجل والمرأة منها ففي رأيي أنك ستخلص إلى أن الرجل أقرب لقراءة الواقع المحيط به والأجدر بالتالي لصياغة الأحكام وإن اختلفت درجات الحكم عند الرجال، وستجد أن المرأة هي الأكثر نجاحاً عن طريق شبكة عواطفها باستمالة الرجل لاتخاذ قرار تريده هي وإن خالف بقية الرجال، وعلى ذلك فالرجل غالباً صلب حكيم والمرأة ذكية بصبغة عاطفية، أو هكذا يبدو لي.