«الجزيرة» - جمال الحربي

أكدت دراسة علمية حديثة على ضرورة تطوير المناهج التعليمية (بخاصة الشرعية) لكي تحل التضارب بين التقنيات التي نحن في حاجة إليها وبين ما تحمله من قيم ومبادئ تتناقض مع قيمنا.

وأوصت بتعزيز الهوية الثقافية العربية والإسلامية لدى شباب وشابات الوطن وذلك بدعم اللغة العربية والالتزام بالإسلام إطاراً مرجعياً لثقافة الأمة، وعدم التفريط في خصوصيات الهوية الثقافية العربية الإسلامية، فضلا عن الاهتمام بجودة التعليم الجامعي والاستفادة من معطيات التقنية الحديثة والتقنيات التربوية المتطورة وتطويعها لخدمة الانتفاع بالعلم والمعرفة.

وكشفت نتائج الدراسة التي أجريت على عينة مختارة من (2.400) طالب جامعي يتوزعون على مختلف الجامعات الحكومية والخاصة بمختلف التخصصات والمستويات من الجنسين بمدينة الرياض أن الالتحاق بجامعة معينة يؤدي إلى الاختلاف في الاتجاهات العولمية والهوية والقيم.

وبينت النتائج أن جامعة الأمير سلطان الأهلية بالرياض هي الأكثر في الاتجاهات العولمية من جامعتي الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك سعود، وكانت جامعة الإمام هي الأقل في انتشار الاتجاهات العولمية بين الجامعات الثلاث، كما أن طلاب التخصصات العلمية كالهندسة والحاسب الآلي أعلى التخصصات في الاتجاهات العولمية مقابل التخصصات الشرعية التي كانت الأقل في انتشار الاتجاهات العولمية بين طلابها، ووضحت كذلك أنه كلما زاد المستوى الدراسي زادت قوة الاتجاه العولمي، لكنه يعود في المستوى الأخير إلى المحافظة.

وكذلك وجد أن لا تأثير للاتجاه العولمي بالفروق بين الجنسين، وإن ظهرت الفروق بين الجنسين في مكونات كل من الهوية والقيم، فقد ارتبطت العولمة عند الذكور بتغير المكونات ذات العلاقة بالانفتاح والقابلية للتطور والمرونة أكثر منها لدى الإناث.

وأوصى الفريق البحثي على ضرورة صياغة مشروع حضاري لحفظ الهوية الإسلامية والتعريف بها باستخدام المعطيات التقنية التي تتيحها العولمة، إضافة إلى عقد ندوات وورش عمل للشباب لتوعيتهم بالعولمة، وتأسيس جمعيات أهلية وشبابية تتولى متابعة ما يواجهه الشباب من صراع في القيم والهوية بسبب المستجدات اليومية للعولمة الإعلامية والتقنية وتحليل المشكلات التي تتسبب بها العولمة مثل: (الحوادث، المعاكسات، إدمان الإنترنت) بما يحقق الاتساق في القيم الشبابية.