تتكاثر عصافير المحبة في نافذة الجزيرة...
تغرد في سرب نقاء يوشحني ببهاء الإحساس بأن ثمة نفوساً وضيئة لا تكل نثر البياض وتطهير المرآة من شظايا الحياة التي تلقي إليها بحصى الفتك والدمار وطحالب السيول وأسن الأمراض... فتدكن واجهة الممرات... وتظلم أقبية المعابر...
يبدو أن الراهن من لحظات الحياة أشد احتياجاً لإنسانية الإنسان... في مواقعه المختلفة حيث يلتقي الآخر... وتحديداً فئة الكتاب الذين ينفذون للإنسان عن ذائقة فكره... ومساس واقعه...
فالذين لا يسمعون... ويصمون آذانهم عن نحيب الجراح وأنين المباغتات... وخيبات المعطيات... لا يحسنون قراءة اللوحة فكيف يجيدون نسج الحروف؟ كما أولئك الذين لا يحسنون قراءتها يفعلون... وهي التي لا تلضم في شفاه الأقلام إلا لتبسط خرائط الدلالات... وتعَيِّن الجنايات على نفوس البشر... تلك التي امتدت لتأخذ بأعناق الآمال والطموحات بل الأحلام لتسجنها من حيث ترسلها... وتضيِّق عليها من حيث تفسح لها...
فالحياة العصرية أكثر مشقة على الإنسان ما لم يجد من يشاطره حرفاً وكلمة تنطق به وتصور له... وترسم أمامه...
والنطق... والتصوير... والرسم... إن لم يكنوا لانتشاله.. أو لمؤازرته أو لهديه... فإن ثمة غرقاً آخر سيحتويه...
***
هنا...
لي من القراء من هم على قارعة الطريق بقدر ما يلتقطون بقدر ما ينثرون..
رحلة تبادل في مسارب واقع لا يقوى عليه كاتب ولا قارئ ما لم تكن بينهما المساحات على الكفوف.. منبسطة ما شاء للوعي نحو أين البوصلة وأين النجمة... ثم إلى المتجه...
منتجع جميل هذه النافذة التي فتحتها لنا الجزيرة لنستقي تغريداً جميلاً من نفوس جميلة...
لدي من رسائل الجزيرة الإلكترونية ما يفوق حجم هذه الزاوية لمرات...
ولدي من رسائل الفاكس عن الجريدة الكثير...
ولدي في البريد عشرات...
أعتذر (لأم ريان) التي تكررت رسائلها الوديعة ولم أكتب عن فكرتها هنا... ولسوف أفعل...
وأعتذر (لأم دانة) كذلك لكن مخرجي أنني قد تعرضت لموضوع المعلمات كثيراً ولن نثقل على وزارة التربية والتعليم في نقطة شبيهة... كما هو الاعتذار (لأبي مزنة) الأخ السوداني المقيم في المنطقة الشرقية لتأخري في الشكر لجميل اهتمامه وكريم متابعته... ولطيف ثنائه... وأؤكد (لمحمد الحربي) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المعين لدواتي وقد تناولت الموضوع في الشأن المشار إليه في حينه، وسوف نبقى على العهد معا ولن أتأخر...
وأمتن كثيراً وجداً (لسلطان القحطاني) من أبها حيث غمرني بدوام مكاتباته ومتابعته المقدرة لحروف هذه الزاوية...
ولسوف أكتب عن الموضوع؛ فاللغة العربية يا سلطان هي أبجديتنا التي ننبضها قبل حرفنا الذي نعبر به... وأترقب ما يردني منك بسعادة... ولمن أثنى على ما كتب هنا عن السفر والرحيل و(لأبي محمد) حيث أثار مشاعره مقال هنا فيه عن الطبيعة وطيورها وفطرتها فأخذ به لمدن السلام والجمال وناشدني المزيد عن الطبيعة فإنني لعلى يقين بأن ما من أحد يتفاعل بحس إلا ينبع إحساسه عن مصدره... أشكر لكم جميل إعجابكم وحلاوة تعبيركم.. وأعد أن نعود معاً لنبع النقاء ذات حرف...
وأقف كثيراً عند تعقيبات (شيخة) الخاطفة المعبرة لأشكر لك اهتمامك وإعجابك... وصفاء نفسك شيخة...
ولمن يشتاق لهذه الزاوية كلما تغيبت بالغ الامتنان، وما كنت أفعل تأخراً لولا أن يلمّ بي من تعثرات البشر ما يلمّ بهم، وإني حريصة على الدوام...
ولجميع من كتب بلا اسم والعدد كبير جداً: شكراً بقدر لا تستوعبه شكراً...
وأنهي هذا العبور الشيق بكم بكل الحب والتقدير.. فأنتم العصافير المغردة أبدأ بها فاتحة اليوم وأختم بها قفلة الموضوع...
*** سأتناول موضوع المطلقات... ومعلمات الأطفال... وأناقش مرئيات أم ريان في مقالات ما هو آت.
*** كما سأطرح رسائل من لم يرد اسمه هنا آتياً...
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855