Al Jazirah NewsPaper Monday  02/06/2008 G Issue 13031
الأثنين 28 جمادى الأول 1429   العدد  13031
تقويم الطالب لأستاذه
د. مساعد بن عبد الله النوح

تقويم الطالب لعضو هيئة التدريس، هو عمل محكم يقوم به الطالب بإبراز جوانب القوة والضعف في أداء أعضاء هيئة التدريس الذين يدرِّسونه مقررات محدّدة. يدور حول عناصر عدّة تتعلّق بعملية التدريس، من إعداد الخطة الدراسية للمقرر، وتحديد الأهداف، .....

.....وطرق التدريس، ووسائل الإيضاح، وأساليب التقويم، والتعامل مع الطلاب، وغيرها من العناصر.

ويمثل تقويم الطالب لأستاذه اتجاهاً تربوياً معاصراً من حيث المفهوم قديماً من حيث الفكرة، يدعو إلى تحقيق الحضور الواضح للطالب في مواقف تعليمية داخل القاعة الدراسية وخارجها، وذلك في حدود آداب طالب العلم.

ويهدف الأخذ بهذا الاتجاه إلى تحقيق عوائد عدّة منها ما يعود على الطالب، مثل: تعويد الطالب على مواجهة الموقف باقتدار، وتنمية المقدرة لديه على اتخاذ القرارات المناسبة، وتعريفه بأحدث اتجاهات التربية وصيغ التعليم. ومن هذه العوائد ما يعود على العملية التعليمية، مثل تحديد نواحي القوة والضعف لدى مدرِّسي المقررات والتجهيزات التربوية المتوافرة والمناخ.

وينظر الداعون إلى الأخذ بهذا الاتجاه، إلى أنّ الطالب الجامعي عضو فاعل في مؤسسته التي ينتمي إليها؛ وذلك لتمتعه بخصائص ذهنية ومعرفية واجتماعية تؤهله للتعبير عن ما يلاحظه ويسمعه، قياساً بنظرائه طلاب التعليم العام.

وهذا الاتجاه لا يلغي وجود الأستاذ في المواقف التعليمية. وإنّما يتيح له الفرصة لممارسة أدواره المستجدة، مثل: دور المراقب لسير عملية التقويم، والتوضيح لعناصر غامضة لدى الطالب؛ لتأتي استجاباته دقيقة ومتكاملة، الأمر الذي يعين القائمين على مشروع تقويم الأستاذ الجامعي على الاستفادة المثلى من نتائج التقويم.

ويتطلّب تحقيق أهداف هذا الاتجاه، الأخذ بعدد من الخطوات المنظمة، ومنها: اختيار عدد من الطلاب المتميزين خلقاً وعلماً من كلِّ شعبة، وعمل تدريب قصير لهم؛ بقصد تعريفهم بنواحي القوة من وراء الأخذ بهذا الاتجاه، والتأكيد عليهم بأهمية إجاباتهم في تحديد السلوك العلمي لمدرِّسي المقررات.

تفعيل جامعة الملك سعود هذا الاتجاه في هذا العام، سعي حثيث يضاف إلى سجل استحقاقها الريادة على صعيد التعليم الجامعي، لكن أعتقد أنّ الخطوات التي تتبع لتطبيق هذا الاتجاه قد تعيق فعاليته .. إذ الطلاب غير مهيئين لكتابة رأي عن مدرِّس مقرر ما، ومستويات دراسية وخلقية متباينة غالبهم من ذوي المستوى الدراسي الضعيف، لا انتظام في حضور محاضراتهم، ولا مشاركة واضحة في القاعات الدراسية، ولا تقيُّد بمواعيد الاختبارات الشهرية وغياب مستمر.

هؤلاء يقومون مدرِّسي مقررات الكلية، أعضاء هيئة التدريس من ذوي التأهيل العلمي العالي (ماجستير - دكتوراه) من أرقى جامعات الدنيا وبتقديرات مشرفة، وفي تخصصات العلم المختلفة.

تم تطبيق التقويم المرة الأولى في الفصل الأول، ولم يبلغ أعضاء هيئة التدريس بنتائج التقويم، وذلك للاستفادة منها في تطوير الأداء التدريسي لهم، ثم يتكرر تطبيق التقويم في الفصل الثاني من العام ذاته، في غياب الخطوات العلمية لهذا الاتجاه في المرتين.

ومما يثير قلق الكثير من أعضاء هيئة التدريس، هو اتخاذ لجان عليا في الجامعة نتائج تقويم الطلاب لمدرِّسي المقررات معياراً في تقرير كفاءتهم في مسابقات على مستوى الجامعة، مثل (مسابقة التميُّز في التدريس)، إذ وضعت اللجنة المعنيّة على هذه المسابقة (10) درجات على نتائج تقويم الطلاب.

على ضوء ما سبق، ألا نتنبأ بضعف تمثيل نتائج تقويم الطلاب لمدرِّسي المقررات الأول والثاني، والحل هو المسارعة في تفعيل الخطوات المنهجية لهذا الاتجاه.

أستاذ مشارك - كلية المعلمين








drmusaedmainooh@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد