يبدو أن مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي ينذر بالأفول. أمامه كما تقول الأخبار خيارات سيئة. أما أن يقدم استقالته أو ستضطر الدوائر السياسية المنافسة إلى دعوة لانتخابات جديدة. لكن ما الذي يعنيني في هذا الأمر؟ بقي رئيس الوزراء الإسرائيلي أم رحل أم أطيح به أم حكم عليه وأودع السجن. ما يجري في داخل إسرائيل لا يخص سوى الإسرائيليين. لم أشعر في يوم من الأيام أن هناك اختلافا بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس وزراء آخر. كلهم يخدمون المشروع الصهيوني ويكرسونه و يخدمون مصالح دولتهم العليا بغض النظر عن سلوكهم الشخصي سواء كان مرتشيا أو نزيها. في كلا الحالتين القانون الإسرائيلي يبدو أنه صارم في هذه الناحية ولا يتسامح ولا يملك رئيس الوزراء أو أي مسؤول إسرائيلي أي حصانة تحميه من المساءلة. فإسرائيل دولة ديموقراطية ويقال أيضا إنها دولة علمانية (رغم أنها الدولة الوحيدة التي قامت على أسس دينية ولا تجنس إلا يهودي (أي علمانية هذه!) وهي أيضا دولة تصنع كثيرا من السلع واقتصادها مزدهر (إذا تجاهلنا المعونات الضخمة). إذا تمتعت إسرائيل بكل هذه العظمة يبقى السؤال هو نفس السؤال: ما الذي يعنيني من كل هذا؟ السويد تتمتع بمثل هذا وأكثر. فنلندا تتمتع بمثل هذا وأكثر وأستراليا تتمتع بمثل هذا وأكثر وتايوان تتمتع بمثل هذا وأكثر؟ ما يحدث في إسرائيل ليس بدعة خاصة بالإسرائيليين. السؤال مرة أخرى ما الذي يعنيني إذا تمتعت أي دولة أجنبية بما فيها (إسرائيل) بالديموقراطية أو الازدهار أو التطور. إن ما يعنيني من فنلندنا هو ما يصيبني منها وما يعنيني من إيران نفس الشيء. إسرائيل دولة مجاورة للمملكة وتملك أكبر مخزون قنابل نووية وكيماوية وإيران جارة أيضا وتنوي امتلاك قنابل نووية. هذا ما يعنيني من الدولتين فقط. إن ما يعنيني من إسرائيل ما يمكن أن ينعكس علي وعلى بلادي وعلى المنطقة التي أنتمي إليها. إسرائيل ترفض إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وترفض التوقيع على معاهدة حضر القنابل العنقودية وترفض أبسط حقوق الإنسان وترفض كل مشاريع السلام وتجر المنطقة إلى كارثة تاريخية. إن ما يعنيني من إسرائيل هي أنها منذ أن تأسست على أرض فلسطين لم تتقدم بأي مبادرة سلام وترفض وتفشل كل مشاريع السلام. إن ما يعنيني من إسرائيل الخمسة ملايين فلسطيني المشردون في المنافي بلا هوية وبلا عنوان والمليونان فلسطيني الأسرى داخل وطنهم أما تطور إسرائيل وديموقراطية إسرائيل وازدهار إسرائيل فهذه تخص الإسرائيليين. إذا كان إيجابيا بالنسبة لإسرائيل فسوف ينعكس على المنطقة والسلام العالمي دمارا شاملا (وتجربة ألمانيا النازية ماثلة أمامنا). الإسرائيليون جاءوا إلى المنطقة وقلوبهم مليئة بخوف تاريخي وعنصرية تاريخية وعزلة تاريخية ودين مغلق واحتقار للمرأة. لم يقم اليهود في تاريخهم كله أي علاقة ود مع أي شعب آخر من الشعوب. هذه هي إسرائيل التي تعنيني.
سيسقط أولمرت قريبا ويحل محله آخر, هذا لا يهمني الذي يهمني هي الأقلام العربية البائسة التي سوف تنتهز الفرصة لتمرير تمجيد إسرائيل. تابعوا أخبار أولمرت وسترون.
فاكس 4702164
YARA.BAKEET@GMAIL.COM