جذور الإرهاب فكرية بالأساس، والأعمال الإرهابية ما هي إلا تطبيق عملي للأفكار المنحرفة. ولذلك، ومن أجل القضاء التام على هذه الظاهرة العالمية الخطيرة رأت المملكة أن تحارب هذه الظاهرة فكريا وأمنيا.
فمن الناحية الأمنية حققت المملكة في السنوات الثلاث الماضية إنجازات كبيرة تمثلت في إحباط أكثر من سبعين عملية إرهابية - بعضها استهدف مواقع نفطية - عبر الإجراءات الاستباقية، كما قبضت على أكثر من 662 شخصاً من جنسيات مختلفة، وضبطت ما معهم من أسلحة ومتفجرات ومبالغ مالية، وهذا لا شك يعود بعد فضل الله تعالى إلى يقظة رجال الأمن وإخلاصهم لوطنهم، وتفانيهم في حماية مجتمعهم من آفة الإرهاب.
أما من الناحية الفكرية فقد شكلت المملكة قبل ثلاث سنوات لجنة للمناصحة مكونة من علماء أجلاء، ومختصين في علوم النفس والاجتماع من أجل تصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة لدى المغرر بهم.
وقد تم إطلاق سراح أكثر من2200 شخص من هؤلاء بعد أن تم تقويمهم فكرياً وسلوكياً عبر محاورتهم بالتي هي أحسن وإعطائهم الفكر الإسلامي الصحيح، وخاصة فيما يتعلق بمسائل الجهاد والولاء والبراء والتعامل مع المشركين.
وبدورها قامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي المنكر بإقناع2100 ممن يحملون شبهات منحرفة بخطأ فكرهم، وتعارضها مع قيم وتعاليم الإسلام. والأفكار المنحرفة تأتي عبر الفتاوى المضللة، والمواد التحريضية المنقولة خاصة عبر المواقع الإلكترونية. ولذلك، وجب مجابهة هذه الفتاوى وغيرها بالفكر الصحيح، من أجل إنقاذ الشباب المغرر بهم منها، وحماية غيرهم من التورط فيها.
ولذلك، فإن تجربة المملكة في محاربة الإرهاب التي لاقت إعجاباً إقليمياً ودولياً كبيراً، ونودي بتطبيق أسلوبها في مكافحة هذه الظاهرة في دول أخرى ما كان لها أن تحقق كل هذه النتائج الكبيرة والنجاح دون تكاتف كل الجهات ذات العلاقة سواء من الناحية الدينية والفكرية والأمنية والقيام بدورها الشرعي والوطني الذي أنجز هذا الكم من النجاح.
وما من شك في أن مكافحة الإرهاب مستمرة، وبحاجة إلى يقظة تامة، لأن قادة الإرهاب يسعون بكل ما أوتوا من قوة وإجرام بأن يوقعوا بالشباب اليافع لغسل أدمغتهم وتجنيدهم من أجل تحقيق أهدافهم المشبوهة.