لله الأمر من قبل ومن بعد.. وله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.. كانت فاجعة مؤلمة وفاة معالي الأخ الدكتور صالح بن عبدالله المالك أمين مجلس الشورى.. وحق البكاء والتأسف على هذه القامة الشامخة علماً وخلقاً ومنصباً وأدباً.. عرفت الدكتور صالح بحكم المعرفة بأسرته الكريمة،
وتعاملت معه عملياً عندما كان وكيلاً لوزارة البلديات القروية، وكنت وقتها رئيساً لبلدية الخرج.. وكان مبرزاً في عمله، وجدت منه حُسن التعامل والانضباط في العمل والمهنية العالية في إدارة شؤون البلديات وتلمس شؤونها وحاجاتها.. وتميز بالنزاهة والإخلاص وحب ولاة الأمر، وعُرف بحُسن سلوكه الديني وحب عمل الخير.
عندما كنا نزوره في مرضه (الذي نسأله تعالى أن يجعله كفوراً لذنبه ورفعة في درجته) كنا نعجب من روحه العالية وقوة إيمانه، يتحدث بكل حيوية وثقة، ويهش ويبش، ولا ينسى المداعبات، ويسأل عن الأخبار والصحة، ويسترجع الذكريات بحسن أسلوبه المعتاد وعنايته باللغة ومخارج الحروف.. حتى سألني في إحدى الزيارات: هل عزيت فلاناً بوفاة والدته!!..
هكذا كان حاله مع مرضه ومعاناته، ولولا الهزال الذي أصاب جسده بشكل مخيف لقلنا إنه في أتم صحة وعافية.. ولكن مرض جسده وصمدت روحه وثبت إيمانه حتى فاضت روحه إلى بارئها.
اللهم اغفر له وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونوّر له فيه.. ونقدّم عزاءنا إلى أبنائه هشام وأشقائه، ونخص بالعزاء أخاه الدكتور أحمد وكافة أسرة المالك الكرام..{ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.