في الأسبوع الماضي رحل عزيز على قلبي.. الدكتور صالح المالك هذا الرجل النبيل في خلقه كما قلت عنه في مقالة قبل وفاته - رحمه الله -.. مضى إلى جوار ربه راضياً مطمئناً وقد ترك من خلفه عملاً صالحاً وسمعة عطرة وسجلاً حافلاً من العطاء المخلص لهذا الوطن الذي أحبه.. وأفنى عمره في خدمته.. هذا الرجل النبيل الذي لم يخلق خصوماً بل كسب بخلقه وسماحته الجميع والذي لم يقصر في واجب بل أعطى جل حماسه وكل طاقته فجنى التقدير من كل الناس، كنت إلى جواره وهو على سرير المرض قبل وفاته بأيام، وكان رطب اللسان طري العبارة رقيق الإحساس لا تسمع منه كلمة نابية في أحد أو انتقاصاً من إنسان، أو تقليلاً من شأن فرد. وهكذا هم الكبار في أخلاقهم.. والعظماء في خصالهم.. وحتى وهو يعرف شدة المرض واليأس منه.. إلا أنه ظل قوياً أمام زائريه يخفف من قلقهم عليه.. ويشتد بإيمانه القوي أمام حزنهم عليه، وأحسب أنه رحل شامخاً بكل هذا الإرث العظيم من الخلق والنبل والعطاء الذي تركه في قلوب كل محبيه رحمه الله.