«الجزيرة» - المركز الأمريكي العربي للترجمة في واشنطن
تعاني حملة السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون من أزمة حادة بعد أن اعترف مارك بن أحد كبار مستشاريها بالخطأ الذي ارتكبه حين اجتمع مع عدد من الدبلوماسيين من كولمبيا للمساعدة في الترويج لإتفاق التجارة الحرة، ويذكر أن كلينتون عارضت هذا الاتفاق من قبل.
وقالت ماغي وليامز رئيسة حملة هيلاري كلينتون إنه طُلب من مارك بن الاستقالة من منصبه. وتأتي الأزمة قبل انتخابات ولاية بنسلفانيا.
ويقول جون هاريس المعلق السياسي: إن ابتعاد مارك بن عن حملة كلينتون أمر إيجابي، ويضيف: لقد سبب مارك العديد من الانقسامات بين طاقم كلينتون، كما أن شعبيته متدنية جداً، وأعرب العديد منمساعدي كلينتون عن ارتياحهم إزاء ابتعاده عن الحملة.
ووجه هذا الخبير السياسي نصحاً إلى كلينتون بتكثيف جهودها إذا أرادت الفوز في ولاية بنسلفانيا، وهي آخر أهم الولايات في الانتخابات الأولية، وقال: (يجب أن تتحرك بسرعة لأنها تحتاج إلى كل صوت من أصوات الطبقة المتوسطة، كما يتعين عليها إقناع الناخبين أن ما يجري ليس ضمن حسابات سياسية، لأنها ستؤثر سلباً على مستقبلها السياسي).
وأظهرت آخر استطلاعات الرأي أن هيلاري تتقدم على خصمها باراك أوباما بنحو سبع نقاط، بعد أن كانت تتقدم بنحو 11 نقطة قبل اندلاع تلك الأزمة.
من جهة أخرى كتبت آن كورنبلات تقريراً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان: (كلينتون تنحرف غالباً إلى الجانب المظلم في خُطبها)، تحدثت فيه عن أسلوب هيلاري كلينتون، الساعية إلى ترشيح الحزب الديمقراطي، في إلقاء خُطبها، فبدلاً من اللجوء إلى أسلوب البلاغة والخطابة اللذين يميزانمنافسها باراك أوباما، تلجأ كلينتون إلى أسلوب الروائي الذي تقدم من خلاله قصة حزينة، غالباً ما تتعلق بالقضايا الصحية، توضح مغزى خطابها بشكل يجذب انتباه المستمعين. وتوضح الكاتبة أن مرشحي الرئاسة منذ ريجان ومن تبعه اعتادوا اللجوء إلى القصص لدعم سياساتهم، وحتى أوباما استخدم ذلك الأسلوب الروائي مرة في إحدى خُطبه.
أما بالنسبة لكلينتون فيساعدها ذلك الأسلوب في إبراز مهاراتها المختلفة وأهمها قدرتها على الاستماع إلى الآخرين، وكذلك التركيز على تفهمها كيف يعيش الشعب الأمريكي بمختلف طبقاته وكيف يمكن لسياساتها تحسين ظروفه المعيشية.
فحينما روت على مستمعيها قصة فتاة فقدت حياتها وجنينها بسبب نقص الرعاية الطبية حيث تقيم وعدم قدرتها على دفع أجر المستشفى الذي لجأت إليه عقبت عليها بقولها: (إنها إدانة لنظام الرعاية الصحية، وهذا لا يجب أن يحدث في أمريكا).
وكذلك حينما ناقشت قصة الضابط الأمريكي الذي كان بالعراق وأصيب بتلف في المخ جعله غير قادر على تحديد الاتجاهات، ورغم ذلك لم يهتم به أحد في قاعدة ويست بوينت؛ أو في قصة المرأة التي فقدت زوجها في العراق وأعطاها الجيش ستة آلاف دولار قبل أن يطالبها بالرحيل من القاعدة العسكرية في غضون 90 يوماً ويخبرها أن ابنتها لم تعد تحظى بالرعاية الصحية التابعة للجيش.
وتورد الكاتبة تعليق كلينتون على تلك القصص الإنسانية بقولها إن مثل هؤلاء الناس يحتاجون إليها لتولي الرئاسة كي تستطيع مساعدتهم و(أنا لا أطالبكم بالتصويت من أجلي قدر ما أطلب منكم التصويت من أجلكم).
كما تشير إلى أن كلينتون عادة ما تكرر تلك القصص في مختلف المؤتمرات الانتخابية وبخاصة قصة السيدة التي فقدت طفلها وحياتها، والغريب أن الناخبين يؤيدون كلينتون بسبب تلك القصص.