يصر تنظيم القاعدة الإرهابي على تأكيد دمويته في كل مناسبة وعلى كل أرض. وآخرها ما سماه ب(فتيان الجنة) حيث يلف أطفالا أبرياء بأحزمة ناسفة، ويحملهم أسلحة أطول من قاماتهم وأثقل من بنيانهم، بزعم محاربة الكفار!.
ويجعلهم يرددون عبارات تكفيرية ويطلقون تهديدات بالقتل لا يدركونها، وإنما يرددونها بعد أن حفظوها عن ظهر غيب من قبل ملقنين تدربوا على غسل الأدمغة وقتل البراءة. وقبل تلغيم الأطفال ظهر التنظيم بفن إجرامي مختلف إذ لغم نساء مريضات عقليا بالمتفجرات، ثم قام بتفجيرهن عبر أجهزة التحكم عن بعد في صورة مقززة لقتل أكبر قدر ممكن للبشر.
الزج بهؤلاء الأطفال الأبرياء والنساء المريضات عقليا لقتل أبرياء آخرين في الأسواق والتجمعات البشرية، وتدمير الممتلكات، ومن ضمنها المساجد ودور العبادة أمر لا يدل إلا على أن هذا التنظيم يستلهم إيديولوجيته من فكر إجرامي مقيت، ترفضه كل الأديان السماوية، ومنها الدين الإسلامي الحنيف.
فالإسلام يحرم قتل الأبرياء تحت أي حجة، وخاصة الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، ويعظم الأمر عندما يتم تحويل هؤلاء الأطفال المساكين إلى مجرمين قتلة، وتغذيتهم بالأفكار الدموية من أجل مصالح الإرهابيين التي لا تمت للإسلام بصلة.
ومما يؤكد على تخبط تنظيم القاعدة ونفاقه، قيام بعض قياداته بانتقاد إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل من قبل المقاومة الفلسطينية، والقول إن تلك الصواريخ لا تفرق بين المقاتلين الإسرائيليين والمدنيين، والمضحك المبكي قولهم: ما ذنب الأطفال الإسرائيليين حتى تصيبهم الصواريخ وتقتلهم؟!.
فتنظيم القاعدة يحرم قتل الأطفال الإسرائيليين في حين يزج بأطفال المسلمين في حروب لا يدركون سبب اندلاعها، وضد من، ولمصلحة من، وتذهب أرواحهم فداء للقادة الإرهابيين بكل بساطة!.
وهذا ليس بغريب على هذا التنظيم الذي لا يتوانى عن ارتكاب الجرائم الإرهابية في أقدس مكان حيث الحرمين الشريفين، لأن هذا التنظيم لا يقدس إلا قياداته وفكرهم من أجل مصالح أبعد ما تكون عن مصلحة الإسلام والمسلمين.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244